محمود ياسين
قد يخدم هذا الكلام علي عبد الله صالح-
لكنه الحقيقة.
نحن ندرك أن هذا الضغط برفع الحصانة هو
رد رئاسي إصلاحي على إعلان الرئيس الأسبق تمسكه بالوحدة التي خربها ورد من هادي على
ما يبدو وكأنه رفض معسكر صالح للتمديد.
يخطر لأحدنا أن كهول الماضي يرفضون المغادرة
ويقترحون لنا حصانة ثم يقترحون رفعها وما الذي تقدم به هائل سلام أبو الشهيد بالمقابل؟
تذهب محاولات الزمن اليمني أن يتجدد أدراج
هذه المجموعة ونحن لا ندري ما الذي يسعنا فعله غير اجتراح رأي وقول حقائق مريرة تصب
آخر المطاف في ساقية أحد الأطراف.
كانت حقائق الثورة من البداية قد قيلت ومعتقدة
أنها لصالح المظلوم غير أن حضور ناهبي الفرص وجاهزيتهم الدائمة تجعل من الحقائق شهادة
زور لصالح طرف هو بطريقة أو بأخرى فاسد.
الآن يقتسم دم الشهيد طرفي نزاع يعملان
منذ زمن بانسجام في قتل الحياة اليمنية واغتيال كل فرصة يهبها الزمن أو رياح المفاجآت
فلطالما كان فساد الضمير السياسي جاهزاً على الدوام لتلقي أي فرصة مفاجئة وتوجيهها
لساقيته ونحن نصرخ عقب كل فرصة ضائعة نحن أصحاب الكلمات والأشعار والشعارات وادعاء
المعرفة والتحديث أو تمثلها حقيقة نزيهة لكن النزاهة أحياناً تشبه حكمة شكسبير التي
مهما توهجت فإنها لا تغير المصير الإنساني.
يرث هؤلاء الكهول الأشرار أجمل ما فينا,
الحلم والتضحية وسيستخدمونها مراكمين هذه الأدوات في مخزنهم التاريخي.
ليت أن رفيق الشهيد يرث صوته وحقه في العدالة،
ليت أن هناك طريقة لفصل دم الشهيد عن عتلة أحد الأطراف وملاحقة الرئيس السابق طلباً
للعدالة بدون توقيت من أي نوع ذلك أن العدالة المضبوطة على ساعة ورثة نفوذ صالح تجعل
من هذه الفكرة أداة استخدام تبدد جوهر العدالة ذاتها وتمنح المتهم ميزة المقايضة بأوراق
سياسية مقابلة وبديلة. ذلك أن قذارة السياسة تمنح المتهم كروتاً وأوراقاً وأشياء يتنازل
عنها أو أشياء كان عليه تقديمها لينجو من الملاحقة.
بينما لا يمكنه النجاة من ملاحقة ورثة الدم
والمثال الأخلاقي إلا بالقصاص أو الغفران.
نحن لا نتناقص عندما يبدي أحدنا أملاً بالرئيس
هادي مثلاً أو المشترك ثم نسميهم لاحقاً (عصابة). هذا فقط لأننا نحاول مجاراة تصرفاتهم
بالأمل حيناً وبالاستياء أحيان أخرى. وهم أيضاً يتصرفون حيناً بأسلوب سياسي نشهد عليه
كما هو ثم يستخدمون أدوات العصابة أحياناً فنتعامل من جانبنا مع نشاط عصابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق