الأربعاء، فبراير 22، 2012

فوضى

محمود ياسين
sayfye@gmail.com

ليست الكتابة ما يجب أن يكون عليه أمر اليمن المستقر المزدهروأن تتحول الكتابة إلي ضرب من التبشير عبر سلسلة مقالات موضوعيه ورصينه.لا أكثر مللا من الرصانه وأنا قد حصلت مؤخرا على صديق معتوه لا يبشر بالديمقراطيه بقدرما يعتمد في وجوده على الهزء من كل المملين.الذكاء ممل مثل التوازن ومثل التفاؤل وعلى ذات المستوى من غباوة تكريس الذات للوصول باليمن إلى بر السلامه.بينما لا يجد الكاتب برا لائقا بجسده وذهنه.خائف من المؤجر ومن من نواقص مطبخه ومن صورته أمام الحداثيين وأمام ما تبقى من المؤتمر الشعبي العام .وهذا صحفي مبتدئ يكتب لك عن عبد ربه منصور مقالة تشبه نشرة دوائيه بينما لا يدري هذا الصحفي اين ينام.لو انه كتب عن ذهانه وعن كراهيته الشديده لإبن صاحب اللوكندة التي يبيت فيها وكيف أن هذا الإبن اللوكندي شرير لا يكف عن التبول في حذاء هذا الصحفي لكان ذلك أكثر أصاله من إظهار موقف بشأن عبد ربه هادي.هذا رئيس قادم حليق درس ربما في أروبا الشرقيه ولديه ربطات عنق بقيمة مائة سنه من إيجار سريرك البحش في اللوكنده. لقد عمت الفوضى الكتابيه وانقرض الشغف وتقديم مقالات تضحك وتبكي وتقسو وتتعرى ولا تكترث ويمكن قراءتها دون أن يتجشم القارئ عناء اتخاذ موقف منها ومن كاتبها.لقد اتصل بي أحد الساسة قلقا من مقالة صحفي ومن قد يكون وراء هذا الصحفي وكيف أن مقالته تهديد للتسوية السياسية القائمة بينما كان الفتى يسأل عن ثمن بنطلون جينز ويفكر كيف يبقى حذائه بعيدا عن بول ابن صاحب اللوكنده.التفاصيل كلها تمور تحت غطاء من سأم السياسة والملق .هل يمكن لكاتب تقديم نفسه لليمن على طريقة رجل القبو لدستايفستكي وهو يحشرج هكذا <أنا رجل مريض أنا إنسان بغيض أنا رجل حقود أعتقد أن كبدي معتله>.
عندما يعود الصحفي إلى غرفته المستأجره يشتم رائحة عرقه وضياعه.أعقاب سجائر وبقايا سندوتشات والغرفة عاريه وطفولته كانت سيئه.
كان منبوذا في الصف الثاني وكان حذاؤه يصدر صوتا مخزيا وكان ينجح بالكاد ويهان بجداره.
كان خائفا في الصف السادس وكانت امرأة قرويه قد أخبرته كيف يبعث بنطلونه على الشفقه وكان في بيت لا يراه وعائلة مشغولة على الدوام بكمية الطعام التي يلتهمها وفي ثاني اعدادي اثناء الغداء في بيت عمه الى جوار الفتيات اللواتي يتلقين رسائل غراميه من كل شيئ إلا منه،وبينما كان يلتهم بوجل ويود لو ينجو هذه المرة وبدون أي عتاب صامت لفتيات العائلة وهن لا يفكرن في مراسلته لأسباب يسردها لنفسه من نوع <نخرتي كبيره وما اعرفش العب كوره وامي عوراء> وفجأة تقيأ أمام الفتيات المقروفات وخرج لا يدري كيف يبتلع دنيا بكل هذا الهول.في السعودية أهين أكثر من أي مغترب وكان يحدق في وجوه الشرطة السعوديه بحزن من ذلك النوع الذي نراه في عيون البهائم وحين تعرض جيب قريبه الثري في الغربة للسرقه اتهموه وأعادوه إلى البلاد .أكمل دراسته ولم يعترف العالم أو يثني على هذا الكفاح.
مات أخوه ولم تحضر العائلة مراسم الدفن باستثناء بعض الشيبة الطيبين الذين كانو يذكرون الله ويسدون أنوفهم أثناء تسليمه للحد.ذلك أن الراحل كان قد مات وحيدا في حضرموت ولم يكتشفو جثته إلا في اليوم السادس فدفنته العائلة وهو يتعفن.
الحياة شريط مر يستعيه الصحفي المبتدئ في غرفة مذلة ويخطر له أن عبد ربه قد يلتفت لرأيه ولا سيما الجملة التي يقول فيها بتفاؤل <أول رئيس يختاره الشعب بدون ضغوط نفسيه> مع إدراكه لضبابية فكرة الضغوط النفسيه إلا أن الفتى الذي كانت أمه عوراء قد يلوذ آخر الأمر بالسياسة التي قد تستخدمه لكنها لن تحتقره.

10 فبراير 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق