الأربعاء، فبراير 22، 2012

نودع العم أو نهرب من أمنا المتعبه!

محمود ياسين
sayfye@gmail.com

تصريح مفزع . يقول لك الرئيس انه لن يذهب الى امريكا، والناس رتبوا اوضاعهم على انك ستغادر.اعتقد رجال الأعمال انك ستغادر، وانهم سيجنون ارباح الهدوء المترتب على رحلتك التاريخيه، وهكذا فجأه تبث القونوات الإخباريه خبرا سياسيا" الرئيس اليمني لن يغادر الى امريكا" .هذا التصريح عناد وتقريب عمر وخبط الناس على وجوههم . خبر يردنا في مسلسل العنف الى الحلقه الأولى . اتدرون ليس هناك ماهو افسى من تحليل الأخبار السيئه ,
يعصر احدنا ذهنه ليحلل اسباب بقاء زوج امه وعدم ذهابه الى الحج. هذا اليتيم يعرف ان رائحة الرجل ستبقى في اركان البيت اثناء غيابه للحج او النزهه او الحبس ، سيعود بطريقه ما. لكن فترة الغياب تلك تمنحه وهما معقولا بالخلاص، وفتح مدفن الذره ، وقد يتزوج او يرسل امه لعند ابن علوان ليقول للعائد ، امي ماتت. كان قرار البقاء في ما اعلم بسبب ثورة المؤسسات، وجمعة ان عدتم عدنا، ناهيك عما يمنحنا هذه الفرصه الآمنه، افكر الآن هل هناك دوله اوروبيه اجمل من امريكا، وليس عضوا في اعلان روما ، وليست ضمن اختصاص القانون الدولي ؟ الحلم بجنب احدنا تهمه طرح الإسئله الغبيه .
تلكؤ الإمريكان في منح التأشيره مراعات لضغط امريكي داخلي في حديث عن منظمات حقوقيه ستقاضي الرئيس والحكومه الإمريكيه .وكلما سمعت خبرا عن استعدادات هذه المنظمات ، أتمنى الا يعلم الرئيس ، او ان يسكت هؤلاء الذين يبالغون في الحماسه لحقوق الشعب اليمني، كأنهم جلسوا امام البيت وبدأوا يهددون الرجل ، ويرفعون اصابعهم ، فيتمترس في بيتنا الذي لا يملك غيره ولا نملك نحن بقية صبر للتعايش مع رجل يعتقد اننا من جلب اليه الغرماء الى تحت النافذه.الآن يالله نبدأ من الألف ، ماضرهم لو منحوه التاشيره وحتى بعض التطمينات. الآن فقط الدبلوماسيه الأمريكيه بحاجه الى كل هذه الشفافيه ، او انهم تذكروا اخيره يحتاجونها من الرئيس .الخبر واضح وصادم : لن يغادر لاهو ولا احد من عائلته . عائلته يعني الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأستخبارات. لهجة الخبر وتوقيته ينطويان على ما يشبه كشف حقيقة تم الأتفاق عليها سرا، وكأنها رساله للشعب توضح جوهر الأتفاق الأهم في المبادره برمتها، الآن لااحد يمكننا القاء الائمه عليه بشأن ثورة المؤسسات ، لنصرخ في وجوههم انتم السبب ، افزعتم الرجل ، فقرر البقاء بهذه الطريقه . كان ينبغي ان ابدأ بال50 يوما الباقيه التي ستكون اطول علينا من ال40 عاما التي عوقب بها بني اسرائيل تائهين على وجوههم في ارض الله القاسيه .
50 يوما بدأ الذهن اليمني يحسبه تناقصا بطيئا لفترة خطيره مليئه بالتوجس والمفاجآت ، ومصير السلامه كله معلق على اعصاب رجل واحد يخشى الناس ان يفقد اعصابه. ولأجل ان تمر هذه الأيام التي تشبه الدهر، حاول بعضنا مغالطة الثوار بأشياء غير المحاكمة . حاولنا مغافلة امهات الشهداء وتعزيتهن بعدالة السماء ، وياجماعة اضبطوا اعصابكم واضبطوا ساعة الشعب على ال21 من فبراير بسلام ، ننجز الأنتخابات الرئاسيه ، ونفكر بعدها فيما ينبغي فعله ، فقط . كيف نصل لل21فبراير بسلام ، غير ان الحياه مليئه بالمفاجآت والمنظمات التي لاتحسن التوقيت . ناهيك عن هذه الجلبه بين القوى التاريخيه التي تحاول توسيع وتثبيت حدودها المستقبليه ، وسلعب هذا القرار دورا رئيسيا في تشتيت الصح والغلط في حاله من الترقب والأرتياب ، الآن لااحد يمكنه التشكيك في مطلب المحاكمه . رجل لايريد معاونة احد في القبول بما توصلنا اليه . ولأجل الدقه والإنصاف لاتريد امريكا ان يرحل ، كل ما هنالك اننا مظطرون جميعا لتوديع عمنا التاريخي ، او الهرب من امنا المتعبه.

بتاريخ
2 يناير 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق