محمود ياسين
يبدو أن الأيام القادمة (مرحلة متاعب جنوبية صرفة). تاريخنا مراحل على شكل تحديات تعمل فيها آلة رأب الصدع بطريقة اعتيادية غالباً ما يجد التاريخ طريقة ملائمة لتوريطنا في التحديات..
الناس من حولنا يقومون بأشياء كثيرة.. مكاسب وحظ وخطوط بيانية ونحن نرأب الصدع.. ثم لا نكف عن كوننا نرأب الصدع،،،
وكلما فرغنا من رأب صدع ما، تصدعت حياتنا وكأن الامر يتسرب على الدوام.. من تضاريس الوطن الى أرواح الناس..
شرخ عميق في وجدان اليمني يبقيه عاثراً على الدوام وينأى به عن فكرة الدولة الوطنية وعن التفكير بتصدعات هو يدرك انها ستستقر في روحه آخر المطاف.. حتى أنه ينسى كونه شمالياً اثناء محاولة الآخر الفكاك من عذابات الجنوب..
وتلك ميزة أن تكون جنوبياً- على الاقل تتشبث بتفسير ما لعذاباتلك.. تفسير ظالم غير أنه ملائم، فيما يحيل الشمالي الذي خسر عربته المتجولة في غضبة جنوب لا يذكر أنه اساء اليه بطريقةٍ أو بأخرى- يحيل على الحظ العاثر..
ربما يفكر أثناء عودته الى ريف إب في أهمية لفت الجنوب الى كونه ليس دحباشياً خالصاً، على أمل تفهم الاخير للنصف اللغلغي من شخصيته الملتبسة.
وهكذا وهكذا..
صراعات حقيرة تخص تاريخاً متبطلاً يشخمص تصدعات من قبيل التسلية.. علينا جني النقود واقتناء سيارات نتزاحم بها عشية وصول فريقنا للنهائيات.
يجدر بنا شراء كتب وانجاز أفلام واقتسام فضائح السياسيين اثناء سباق المكاسب.
علينا الحصول على وطن وليس عاهة متفرغة للتصدع، لكأننا نعيش في يتيم مريض لديه كبرياء،، يتيم حذاؤه ضيق ويصلح تفسيراً ملائماً للعمل الخيري لا أكثر.
كبر أيتام العالم وبقينا الهدف الاخير لحقبة المانحين التي علقت بنا اثناء محاولة تخطي الألفية.
اكثر من ستمائة مليون دولار ولا يبدو أن صدع الحوثي قد رأب أو تم رأبه تماماً..
صدع الوحدة وصدع الانفصال.. وتلك المهمات التاريخية ذات الصلة.. والجنوب قادم وبما يكفي لتجد الخزينة العامة وظيفة لايواء اليتيم.
سيفقد العالم ثقته بنا آخر الامر.. ولا أحد يكن تقديراً لعاهة أو يمكنه تكليفها بمهام تخص السلم العالمي..
وهذا بغيض للغاية. وكان بودنا لو شاركنا الدنيا في الاولمبياد ومعارض الكتب والبرمجيات..
كان بودنا لو أصبحنا شركاء كاملين في الكسل الخليجي ومتاعب السمنة على الاقل..
حتى أننا سنكون سطحيين جيدين للغاية.. نلتهم أرز آسيا وننام فخورين بأرصدتنا في الغرب.. الغرب المليء بالبنوك والنساء.. الغرب الذي لا يمكنه التخلي عنا...
لكن لا شيء يجبر أي جهة للتمسك ببلد يتمسك بمتاعبه الى آخر الامر..
الجهات والتكتلات السياسية تشعر بالملل هي الاخرى.. ثم إن الحرب على الارهاب لن تبقى الى ما لا نهاية..
لا نملك ضماناً لابتزاز مشاعر أحد أو ارصر.... ثلث آثار العالم مثلاً أو نخبة رياضية لاعارضات ازياء ولا رسامين يمكن لما تبقى من رقي العالم القوي الاهتمام به.
لازلنا مرفأ قمح يدفع نصف القيمة...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق