الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

رجل من اليمن

محمود ياسين


لم أنتظر خروج مظاهرة عقب قراءة الناس مقالتي بشأن انتهاك أعراضنا في الحدود. غير أنني فكرت في ردة فعل، حتى أنني أوردت كيف أنهم يقومون بفرز الفتيات من بين من يفترض بهن عجائز وقبيحات.. لكن لم يكترث أحد اللهم إلا ما إن كان السفير السعودي قد اتصل أم لا..؟ وكأن الأمر بيدهم أولاً وأخيراً: ما الذي يستمرون فيه وما ينبغي إيقافه ضمن عملية الرضوخ الكامل لخيارات المملكة في اليمن.

(أشرف رجل) اتصل بي مهدئاً على أن فتيات الحدود هن أصلاً من تهامة وأغلبهن أخدام.. فكرت كم أنهن بريئات وجميلات. وكيف التفتت الصغيرة، إذ ربما تصادف رجلاً من اليمن. هكذا هو العرض دائماً فاتن، حتى وهو يجرجر بأقدام مشققة.

كان عليَّ اختبار ردة فعل، وإذا بي أنتهي إلى مشروع عملية لإقناع الرأي العام اليمني بأن الجسد الأسود عرض.

ثم إن هذا كريه للغاية واعتيادي في بلاد تفرز موتها على نحو مقزز. إذ سينتهي بنا الأمر إلى البحث في تراتب اللون بمحافظة حجة والحصول على جسد يمني أبيض صالح للشرف.

ومع دناءة سبب كهذا غير أنه ليس صحيحاً، فالفتيات من إب بيضاوات كالثلج، وملائمات تماماً لشرف ابن الناس غريب الأطوار، اليمني وهو يتجول بالآلي ويحلم بدخول السعودية.. اليمني الإسلامي في مهرجان العفة يشخبط تحذيرات من الزنى على أسوار مدارس الفتيات.

لا السلطة قادرة على حماية أحد، ولا نظرة المجتمع المدني قادرة على الفعل، ولا المطاوعة مستعدون للمجازفة بإغضاب مطاوعة النفط، ولا يوجد نص دستوري يحمي المتسللين.. وما من خط دفاع أخير في هذه البلاد.

لم يكترث أحد للحدود. ونبقى عرضة لتفاصيل إضافية عن استخدام الجسد اليمني جنوب المملكة للمتعة والدعاية السياسية. في كل جولة متسولين حفاة من مواطني الديمقراطية المجاورة. حوقلات مطاوعة وبذاءات مراهقين أوفر حظاً من المراهقين الأشقاء، يرعون الأغنام في المناطق الحدودية. يرعونها طوال النهار، والمسألة في الليل راجعة لأخلاق البدوي.

أراقب الناس يغادرون البنك بلا لصوص، وأخرقين في السوق لم يتمكنا من المضرابة وتعابطا مثل الأطفال.

هل يعرف هؤلاء شيئاً عن الحدود؟

أهناك ردة فعل تتجاوز مجرد المفارعة بين مشلولين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق