محمود ياسين
sayfye@gmail.com
لا تقل لي أن المشاركات في قنوات الأخبار ثورة. لقد دخل التوجس إلى قلب الساحة ودخلت معه الاستقطابات بين الرياض وطهران وفي كل مره نسأل مالذي حدث ونحن نراقب المشترك يقود عملية سياسية على مقاسه وليس على مقاس الشعب الذي يريد تغييرا لظروفه السيئة وأن يشعر هذا الشعب أن دنيا جديده تلوح في الأفق. كلما حصلنا عليه هو انتخابات قد تجري في الشهر القادم.
كان القرويون متحمسون للغايه يتابعون صراعا بين الرئيس والثوار والأمور واضحة ويمكنهم تحديد الشرير. الحماسة والأمل وفكرة الغضب النبيل حدث بحد ذاته وان يتحول الأمر كله إلى بحث في الحصانة وخلو السياسة من أي التزام تجاه مخاوف الناس ومتاعبهم فذلك محبط للغايه.
لقد تراجعت آلة النظام الإعلامية تماما وبدأ الإعلام يفصح عن مجاميع متباينه متوجسه ضمن حملات متبادله وغاب الشرير الذي فشلنا في تعريفه.
هذا الحديث يدور حول كيف أننا لم نعد نشم رائحة ثورة بقدر ما نراقب عملية توافقيه ونشوء صراع بين مراكز قوى الماضى. لم يعد الرئيس ذهنيا هو الشرير وكل أقوياء زمنه يتجولون بكامل فتوتهم ولا أحد يضمن للرعوي في إب أن يحميه من عصابات الأراضي.
لقد تلاشى الشرير في كواليس المبادرة والآلية والتوافقية انتهاء بالحصانه .وأي خطر أكبر على الثورة من إبقائها لشهور بدون شرير وبدون وعود أخلاقيه تخص العدالة وارتفاع سقف الأمل . هذا الوقت من قبل توقيع الرياض وبالتحديد منذ عملية جامع النهدين قد حير الناس بشأن الخير والشر وترك المسألة صراع نخب ولم يعد المعتصم في ساحة التغيير يرى جاره المؤتمري نقيضا بحال .
المبيت في الساحة ليس كافيا للتأكد من أن الثورة لا تزال بكامل فاعليتها .لا يزال رموز الماضي محظوظين أثرياء ولايزال المتعبون على حالهم ولم يكونو ينتظرون أن تغنيهم الثورة لكن أن تعطيهم وعدا بالعدالة والأفضل.بطريقة ما أفلت الرئيس من العقاب ضمن إجراءات فتحت باب الإفلات لكل أخطاء زمنه .زفلت من الذهن كتجسيد للخطأ والغريم لنجد أنفسنا في حالة توجس بين الليبراليين والإصلاح ولم يعد المعتصمون في الساحات فريقا ثوريا يتبادلون الأماكن والبطانيات بقدر ما يتبادلون التوجس.ما كان علينا قبول هذه المبادرة من أول يوم لقد فخخت الحلم وحولته إلى تسويه . المبادرة هي من سرق الثورة بأكثر الأساليب السعودية لؤما ومكرا.المبادرة هي التي موهت الحدود الفاصلة بين الضحية والجلاد بعد أن ورطت الجميع في تجنب الحرب الأهلية وامتلكت الحل الحصري الجاهز للقوى التقليدية كلها المبادرة كانت الفخ الذي وقعت فيه الثوره ومنذ ظهورها ونحن في حالة من التردد وقلة الحيلة وتجنب الحرب الأهليه . وحين يصبح الهدف الأهم تجنب الحرب الأهلية تكون السعودية جاهزة دائما لرعاية الحل وتقديم المخدر التاريخي لليمن الذي هو التسوية مما فتح الباب على مصراعيه أمام الواقعية السياسية.هذه الواقعية التي تضمن بقاء خط سير التاريخ اليمني كما هو وبمعزل عن أيدي الحالمين الذين يملكون القدرة على تغيير أقدار الشعوب.لم يعد الوصابي الذي يحرس العمارة يطمئن على سلامتي ولم يعد يعرف هل أنا مع الإصلاح والا مع الآخرين.ولم يعتقد ان ارئيس سيرحل وان المشايخ الظلمة سيلزمون بيوتهم.هو يعتقد أن الذي كان يحدث يشبه أيام ابراهيم الحمدي حيث لا مشايخ ولا رشوه وحيث الحق وكان الشر هو المشيخ الذي قتل حلم الوصابي مقابل الريالات السعوديه.الآن لم يعد يدري من هو غريمه ومن سرق حياته ولا شيئ يمكن متابعته في التلفزيون إذ لم يحصل هذا الرجل كغيره على بطل جديد وبالتالي لم يحصل على أمل.
نشر بتاريخ
18 يناير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق