الخميس، مارس 19، 2015

لم نحسب حساب هذا


محمود ياسين

25 فبراير 2015
لم يخطر لي يوم أنني سأدافع عن وزراء وأطلب لهم الحرية والكرامة، هذا لم يكن أحدنا جاهزاً له، ولم يراكم عبارات ومقولات ليكتب مرافعات لأجل أناس كُنا نعرف أنهم في الغالب فاسدون وجديرون بالكراهية ضد السلطات وضد الوزير وسياراته ورحلاته وبدلاته وأكاذيبه،

ذلك كان يبقينا مواطنين عاثري الحظ إزاء مجموعة تبدد حظوظنا عوضاً عن أن ذلك كان يمنحنا الوجود الثقافي المتأنق بنزاهة وشجاعة من يعري الخاطئين.

الآن ندافع عن حقهم في بعض الكرامة والعدالة وبدلاً من انتزاع ما نهبوه نحاول انتزاعهم من قبضة مليشيا نهبت بلادنا في لحظة غرائبية.

كنا منسجمين في ثنائية الفاسد والصحفي والآن يبدو الأمر وكأنك تنادي بحقوق وسلامة ثعلب متخم بدجاجتك وقع في فك ضبع سيلتهمكما معاً. وصوت أبو بكر سالم يغني داخلك "هو ذا الذي يا صحابي ذي ما حسبنا حسابه " .

التشبيه هنا ربما لا يكون منسجماً، ويقين أننا لن نكون وليمة ولن نلتهم، وهذا حقيقة ما نحن عليه، وما يجب أن نؤمن به، لكن الأحداث التي وقعت في صنعاء مؤخراً أوقعتنا في الغرابة.

كان بحاح "بدون مليشيا" ليكون مادة للحرق اليومي بالتهكم والهتك بالكلمات إذ لا رئيس حكومة يمني يمكنه أن ينجو من المال العام.

يشبه الأمر مُحاججات البعض وتساؤلاتهم المستنكرة أيام عمران: أتريدني أن أصطف مع القشيبي؟ ويأخذونك إلى مجادلة جانبية حول ذمته المالية، بينما الحدث بين قائد عسكري يمثل الدولة ويدافع عنها ومليشيا؛ مليشيا أعدمته آخر الأمر.

فهل سكن ضمير من غطوا جريمة إعدامه أخلاقياً؟
المليشيا وهي تتهدد وجودنا في دولة فاسدة قد دفعتنا إلى مقاومة سعيها للارتداد بنا لزمن العصابات، وليست هذه مرافعة أمام الضباع لكنها تفكير بصوت عالٍ حول مأساتنا التي لم تخطر لنا يوماً.

من المهم أيضا إدراك أنهم مثل أي عصابة يقدمون بعض الأداءات الاستعراضية في البداية بشأن النزاهة ونظافة اليد، لكنهم تلوثوا سريعاً بالمال العام كما الدم .

***
لا أعرف الكثير عن بحاح، ولكني أعرف أنه رجل دولة محترم استقال من رئاسة الحكومة أثناء اقتحام بيت الرئيس، إلى الآن يرفض أن تستخدمه المليشيا كلاصق على عربة الديناميت لنصدق أنها "حكومة".

مجموعة ناشطين وصحفيين بدأوا العمل على تحرير بحاح (حملة من أجل وطن آمن) ودعوا إلى مسيرة، اعتقد بأنهم سينجحون، وإن لم يحررونه جسدياً فالفعل الذي هم بصدده سيحرر "الحكومة" كفكرة من أن تنفرد بها المليشيا وتبتزها وتهددها وتحاول استخدامها على طريقة قاطع طريق وقع بيده مدير أمن بلا حراسة ويحاول إجباره على العمل لديه كسكرتير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق