الخميس، مارس 19، 2015

كيف تتأنق لمسيرة قرآنية؟


محمود ياسين

بتاريخ 10 ديسمبر 2014
هو يستدعيك آخر المطاف لمزاجه وكلماته من نوع: أنصار ومسيرة وقرآن. وبدلاً من الإيقاعات الذكية والجذابة لشخصية التحديث: ندوات، مطبوعات مظاهرات وبنطلونات جينز وتي شرت متبادلين البيبسي مضافاً اليه نقد زمن الاستهلاك، دنيا البحث عن تسوية مع العالم الافتراضي وليس مع خرافة أصابعها تشد صاعق قنبلة.

يفترض بالزمن الألفية الثالثة بين صنعاء ووادي السيلكون في ولاية أمريكية اسمها مألوف؛ لكننا فجأة في القرن الأول الهجري بين رثاثة ابن زياد وعمامة الحسين. الآن الدم الذي لم نسفكه يريق حياتنا على شفرة انحراف التاريخ.

لا أدري كيف يمكننا المضي ولو ذهنياً بدون اشتراط دولة ديمقراطية صوب مزاج المدينة الحديثة بينما التوت رقابنا فجأة صوب الموصل وما شابه، وفي قلب جلبة مكتظة بحمحمة الخيل والدم والغبار.

كلما انهمك الحوثي أكثر في عرضه الفظيع هذا أجدني أتخاطر مع الأشعث وأبو جندل وابن الزبير والمثنى مفكراً في بلاد وما وراء النهر.

يتعرض الذهن لتضليل ما في الجلبة المستعادة، جلبة من معركة بقي غبارها في مزاج معين ينفضه بقسوة كل قرن وآخر، ويدفعه لقسر الحياة على إعادة المشهد كل مرة بإصرار من لا يتأثر إطلاقاً بحركة الزمن.

لا شأن لنا بذلك كله؛ نريد ان نستيقظ بلا تحديات تاريخية وفي المساء نحتاج لحسم معركتنا مع أباطيلنا الذهنية الآن وليس مع طرف ما من الأجداد.

ربما تتمكن جلبة العرض التاريخي ذاك من تشويشنا قليلاً لكننا لن نكون جزءاً منه.

سنرتدي نظارات ثلاثية الأبعاد لمتابعة قصة صراع البطريق في المتجمد الجنوبي مع تهديدات الاحتباس الحراري. أما هذا فشكل من الهستيريا الفادحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق