الخميس، مارس 19، 2015

المنطق وليس المنطقة


محمود ياسين

بتاريخ 18 نوفمبر 2014
لا تحتاج للحذاقة لازدراء اختطاف الناس بإب. مهمة أمنية كلفت المليشيا نفسها القيام بها وضمن عملية ثأرية طائفية او مذهبية وبغطاء من هذا الذهول.

ذاهلون نحن الآن وكأننا لم نعد نصغي لغير مخاوفنا الشخصية بينما تنتهك آدمية بعضنا وسيأتي دورنا.

ان قلنا إنهم محتلون لإب سيكون الأمر جدالاً حول تعريف الاحتلال، وبدلاً من إدانة المجرم يتورط البعض في تبرئة نفسه أمامه من المناطقية.

أنت مجرم وهذه هي الحكاية، وكوني من إب وأحتقر جرائمك في إب فهذا لا يجعل الأمر بين منطقتين، ولكنه بين منطقين أحدهما همجي.

الآن يتسللون كل مغرب لأمان الناس في إب ويفرزونهم بين سلفي وحاقد وإخواني ومخرب وضمن تعريف داعشي عام، تعريف مبتسر أرعن لا يعنينا بقدر ما نعرف ان هذه الجرائم والتبجح والثأر العرقي المتعالي سيكون لها ثمن.

أستاذ جامعي شيوعي حتى ليلة سقوط صنعاء قام بنبش العرق الذي يخصه ووصل اليه ليرتد من ثورة ماركس الاجتماعية الى قاع الحفرة المكتظة بالضغينة واللؤم.

أما لماذا أوردت مثال الأستاذ الشيوعي الجامعي فذلك لأنه كان منحازاً للإنسان، والآن يتحدث عن إب بوصفها بؤرة داعشية مستباحة وذلك على عاتق انتمائه المريض. أما اللقب فلا يوجد لقب مريض أصلاً أو مجرم أو ضحية، الأغراض تحمّل الألقاب مهمات قذرة غالباً أو مظلوميات غريبة، لسنا نقيض الهاشميين ولا نقيض صعدة ولسنا الآخر وليسوا الآخر باللقب والمنطقة، لكن المجرم هو الآخر.

المجرم الطارئ من الخرافة وليس من مطلع الى منزل، فكلنا أهل اليمن سنقع تحت قبضة المجرم وليس تحت سيطرة منطقة.

ما يحدث في كل مرة هو استباحة للحياة وللحق الإنساني والباقي مجرد تفاصيل، ولقد وصلت المليشيا لذروة بعث المرض وحقن القلب اليمني بواحدة من أكثر أشكال الضغينة عراقة وبؤساً.
*****
الآن نراقب تدخلاتهم الفجة وحراستهم للطهر المالي بطريقة اي قوة تدعي الطهر وتمثل امتداداً لصفوية ما.

هذا خطر للغاية وحتى هذه الطهرانية من الفساد هي مدّعاة عملياً؛ اذ كيف يمكنك الرهان حتى على نزاهة بدائي غير واعٍ وتقول ربما انه ببدائيته هذه قد يقاوم الفساد ولو بطريقة رعناء، هذا غير صحيح عملياً فهم ليسوا تلك الاندفاعة البريئة من الأطماع الشخصية أولاً ومن الممارسات المناقضة لما يدعونه من طهرانية اذ لا تزال الدبابات والعتاد المنهوب يمثلان التعريف الجاهز لهذه المليشيا بوصفها: البدائي الذي فقد براءته.

هم يحاولون الآن بإمعان التسلل لعصب الجهاز الإداري للبلاد ويكرسون حالة انتقائية إدارية تجعل من كل من ليس حوثياً متهماً حتى تثبت براءته.

هذا الذي يظنه البعض تجريباً لمليشيا ستفضح نفسها ويشعر بأمان مقابل ذلك الانفضاح يراهن على التجربة القسرية معتقداً انه يراهن على التجريب المضمون بالنتيجة.

ليسوا بحاجة لثقة الناخبين فهم لا يعدون لمشاركة ديمقراطية مستقبلية بقدر ما هم بصدد تكريس السيطرة وفرض أمر إداري واقع، وتالياً للأمر العسكري الواقع. هذا التكريس مضر للغاية ومهما قلنا ان اليمن أكبر منهم الا ان الكبير قد توهنه الغرغرينا وتطرحه أرضاً.

الآن هذه بلادنا وأياً يكن مقدار ما نتمتع به او نفتقر اليه من ثقة الا انها بحاجة للحؤول بينها وبين ميسام طبيب شعبي بصدد دمغ وجهها بعاهة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق