الخميس، مارس 19، 2015

الكلمات كل ما لدينا


محمود ياسين

بتاريخ 3 يناير 2015
لم أعد أحب الميكرفونات والمنصات أيضاً، لكنني لن أندم كوني حلمت يوماً على منصة ساحة الجامعة قبل عامين. وددت لو أتفوه بالكلمات الأخيرة لمارتن لوثر كنج غير أنني رُحتُ احتال على لحظة ارتباكي تلك بإطراء هيبة الحشد، الحشد الذي يترك انطباعاً بالمرارة كلما خطر لأحدنا ما الذي ترتب على الحشد.

هل قفزت المليشيا من الحافة الجانبية لمنصة 2011?

وهل إنني لحظة أمسكت بمايكرفون حشد الحديدة اليوم كنت أحاول تخطي الأثر المحبط لما ترتب على مايكرفون ساحة الجامعة؟

ثورتان وأنا واحد من الناس الذين لا يسعهم التخلي عن أحلامهم بالعدالة ولا عن حماستهم الانحياز لكل ما هو مضطهد ومنفي ومغيب، لذلك اعتذرت للحديدة وأخبرتهم أنني (وبلكنة ثورية) أجد في عيونهم إيماءة أخبار جيدة عن المستقبل.

بشرتُ مجدداً بالتغيير والخلاص، دون ان ألقي بالاً لعلي محسن ولا للمليشيا التي أعقبت علي محسن.. هذه مدينة كنت في مسائها ذات يوم أحدّق في البحر وحيداً إلا من التوحّد العاطفي بلحظة أن قررت فرجينيا وولف الانتحار غرقاً، وكانت الحديدة ليلتها قد مدت أصابعها الرطبة وفتحت فجوة في جداري الوجودي لأتلقى وحدي ذنباً عتيداً ظننتني قد نسيته وذكرتني ليلتها بمخاوفي ونقاط ضعفي وتقصيري تجاه من أحب.

لكنها الليلة لكزتني في جانبي المتعاطف ليمسي الانفعال استياء متوحداً بمغالبة خذلان الثورة الأولى وكيف انه على الإنسان أن يحلم بالفكاك من كل الذي ترتب على حلمه السابق،

فكرت في كل شيء وانتهى في كل مرة إلى انه ليس عليك الانصياع لإرادة الإرهاب ولا لأولوياته.

وبينما تنفجر عبوة ناسفة في إب لا يعني ذلك ان تتخلى عن هاشم المختطف في الحديدة، كون لمختطفيه علاقة بصورة الضحية المفخخة بإب.

الحوثيون ليسوا ضحية بحال، هم من ارتجل هذا الموت، والعبوة الناسفة وهي تفصح عن النفسية الإجرامية لمن وضعها فهي لا تجعل الحوثي بريئاً أو تعفيه من مذلات الآخرين، كما هي بالضبط جرائم الحوثي لا تجعل من مفخخي المركز الثقافي بإب أبطالاً، عندما نعزي عائلات الضحايا يكون عزاؤنا لأمهاتهم وأطفالهم وليس للحركة، وعندما نجرّم العبوة الناسفة نجرّم الحركة التي أعدتها، وليس المقاومة.

وعندما نثور فإننا نفعل ضد القوة المهيمنة، مجدداً نحلم ونلقي الخطابات، الكلمات والحماسة كل ما لدينا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق