الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

القيادة في ظروف سيئة

محمود ياسين


لا يفضي هول تفاوت الفرص بيني وبين حميد الأحمر مثلاً إلى صراع طبقي ولا يعبر عنه أصلاً...

لقد ضعف الاشتراكيون مثلاً عندما أصبح أمر الصراع الطبقي مواتياً تماماً.

وعليه أصبح حميد الأحمر الرجل الذي يكسب مائة مليون دولار سنوياً وبأقل جهد، وأصبح على نبيل الصوفي الاكتفاء بذلك التقدير الذي يمنحه الساسة لشاب مكافح دون أن يتنبه أحدهم لمساندته بمجرفة تراب كونه مغرز في ملط.

لا تكف عجلات نبيل عن الدوران غير أنه يقود في ظروف سيئة كأي مجالد من أبناء الطبقة المتوسطة لا يرفع قدمه عن دواسة الوقود.

طريق حميد مفتوح يومي لدواسة الوقود فحسب حارقاً المراحل بلا منعطفات ولا نقاط تفتيش، بينما يحرق نبيل عجلاته دون أن ينسى إبراز رخصته.

وما من سبيل لاستبدال العربات. بدبل. ذلك أن المسألة لها علاقة بالقدر عندما تتماهى بوسيلة نقلك أنت هيلكس بعد دجنه ولا يسعك استبدال ذاتك بقوة من نوع (همر). خياراتك لا تتعدى (عجلات أكثر خشونة).

لا أحد يقول إن كل فرصة ضاعت من موقع نيوز يمن الإخباري قد ذهبت إلى سبأفون، غير أن هذا ليس عادلاً..

وفكرة الدأب والكفاح مرهقة تماماً.

على ورثة النفوذ في اليمن التحلي ببعض اليقظة فحسب والاستيقاظ تمام العاشرة للتقدم على منافسيهم من ذات الفئة الذين فضلوا البقاء في الولايات المتحدة مثلاً..

أما نحن فعلينا زج كونفوشيوس وبوذا وعبدالناصر وحتى بل جيتس للحفاظ على مواقعنا المتقدمة بعض الشيء على أبناء طبقتنا الأكثر تصالحاً مع ما هو قائم.

أفكر أحياناً بصدد صراع أخلاق إب وتعز مع قريتين في منطقة المركز، وأن قيم الاعتماد على الذات وأخلاق المدينة ستتمكن من دخول قائمة أسباب النجاح آخر الأمر.

غير أن النتائج غير مشجعة البتة. وأنه ما لم تتغير المعادلة من جذورها سيتحول أمر جهد اقتسام الفرص إلى فخ..

ناهيك عن انضواء أبناء المزارعين بفرصهم المتهالكة تحت معطف الفرصة التقليدية الهائلة، في خدمتها وسبب جديد لتغولها.

إن فرصة المنطقة المركزية تمتص طاقة الأطراف بنهم.

أذكر أن أحدهم جاء إلى مقر الصحيفة لتصفية خصومة من ذات الخصومات التي تنشأ عادة بين رجال المركز. موقف ضد تكتل جهوي أراد التعبير عنه من خلال الصحيفة متسائلاً: كلكم من الحجرية؟

كان الرجل مهذباً للغاية مع أذكياء من منزل يجيدون الكلام عن الفرص مثلما يحفظ الفقراء ماركات السيارات؟

لم يكد يصدق أن واحداً من آنس يراهن على الموهبة في الحصول على فرص قنوعة تتخلى عنها الفرصة المركزية.

غالباً ما يحصل البعض على مكافآت عن مقتل آبائهم أو دور متميز للغاية في تفعيل الأسلحة الجديدة (الحزبية مثلاً) في المعركة التقليدية.

وما كان الأمر في بحث فرص الأنا والآخر، بدليل أن منافس حميد الرئيس (شاهر عبدالحق) من منزل.. كل ما هنالك أن شاهر كرس حياته للخطورة وتقدم أخيراً معتمداً الدهاء الشديد بينما يتقدم حميد دون أن يخشى في الحق لومة لائم. وما من شيء يؤكد أن اختلال توزيع وحدات الفرص المخصصة لليمنيين بات على مقياس مطلع.

غير أن هذا الاختلال ثابت حتى بعد محاولة انقلابية وحربية وست دورات انتخابية.. ما الذي يلزمنا للحصول على فرصة سانحة؟

يدور هذا الاختلال حول اللاصراع، وهذا التصالح ولا معقولية سياسة واجتماع اليمن.

ما من أحقاد شخصية لكن أين تذهب ردات فعل الحياة في دنيا غير عادلة.

كان حاقدو السبعينيات قد عبروا عن استيائهم في ثمانينيات عنف المناطق الوسطى.. فيما تربطني بحميد الأحمر علاقة ود غريبة.

لم يعد شيء يفضي إلى شيء، وأصبح علينا لعب دور (فتاة المليون دولار) في فيلم تدور أحداثه عن قصة فتاة تلاكم في ظروف غير عادلة.. حظها عاثر وقلبها شجاع، وتلك الملامح المرهقة لإنسان مستقيم لم تكافئه الحياة على استقامته حيث لا تفضي الشجاعة وقوة الاحتمال لإحدى نهايات صراع الخير والشر.

لقد تلقت ضربة أسفل ظهرها، وانتهى بها الأمر إلى سرير المشلول ذي العقل اليقظ يأمل بالحصول على نهاية لائقة.

لم يحض نبيل الصوفي وحميد مجابهة مباشرة من نوع ما، غير أن وحدات الفرص المخصصة لليمنيين توزع على نحو غريب. وكل خيبة أمل في موقع نيوز يمن الإخباري الذي يديره الصوفي هي المفاجأة السعيدة في سبأفون.

ذلك أن واحدة من فرص نيوز يمن لم تصنع غير أنها ذهبت إلى سبأفون..

لا شأن لهذا بالفساد وسرقة جهد الآخرين بقدر ما هو بحث في احتكار الظروف الملائمة والرضوخ العام للفكرة ضمن منطق الحظ أو ما شابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق