الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

اللعب مع الفيلة

محمود ياسين

ما الذي سيفعله مسدوس بعد مزاحمته بهذا القدر من الانفصاليين... ثم إنهم بلا حزب اشتراكي يراجعهم وليسوا ملزمين بمراعاة وضع الحزب. إنهم متخففون لوظيفة تاريخية على مقاسهم في حين بقي مسدوس يجرب "الدجلة" كل ليلة ويخلعها كلما "تنحنح" الحزب.

يعتقدون أنفسهم غير ملزمين بشيء عدا قوة الكراهية الشافية. مثل فريق كل ما عليه هو أن يلعب بغباء شديد...

لا يسعى الخاسر للفوز بقدر ما هو مدفوع بضراوة قلب الموازين. تنشأ هذه الظواهر أثناء فقدان التسويات لمبرر بقائها... وربما أثناء فقدان مهارتها في الوصول إلى تسوية ما، ويصبح عليها التفاوض مع متقاعد غاضب لم يستفته أحد بشأن الوحدة...

فيما يبقى الدكتور المتوكل مجرد ملكي حاقد كما هو معتاد عقب كل عملية سخرية يقوم بها ضد ذكاء السلطة...

هذا رجل يخوض حوارات صحفية مريرة...إنه يتحدث عن ثلث الجنوب الذي واجه السلطة في حرب 94، مقارنة بالجنوب كله الآن.. تقرأ هذا وتحدق في صورته، التي التقطت له على جنب، كأي ثعلب منهمك للغاية...

إنه يقدم نصائح لدودة؛ الأخذ بها يعني القبول بوثيقة العهد والاتفاق. الاحتمال الثاني هو الإبقاء على الرجل تحت مصنف "ملكي حظي بفرصة جنوبية".

لا أدري لماذا أتذكر المتوكل كلما تذكرت مقولة الرئيس عن أنه يحكم البلاد «على رؤوس أفاعي»، أتذكر عبدالوهاب الآنسي ايضاً! ياسين مختلف كأي رجل لا يفصح عن ذكائه بسهولة، عيناه واسعتان بخلاف رفيقين يحدقان بعيون ضيقة.. والمهم أنه أصبح على النظام، بعد إخراج الأفاعي من الملعب، اللعب مع الفيلة...

خياران سيئان للغاية.. ربما أتى سوء الثاني من تهويل الأول. على أنه كان على الرئيس التأكد من إمكانية أنهم ليسوا أفاعي إلى تلك الدرجة.. وأن منجزه الأهم وهو تلك التسوية التاريخية قد فقدت عمرها الافتراضي، وأننا بحاجة إلى تسوية جديدة لها علاقة بالتنظير ولا شأن لها بالحب والكراهية. وأن بوسعه التفكير بميزة أنه ليس وحده من يعاني مأزق الهوية السياسية. الأحزاب هي الأخرى تتآكل وهذه الخطورة التي يتجول بها أمناء العموم ناشئة عن خفة المتبطل المستفيد من الفوضى.

فعلاً لا أخطر من ذكي بلا عمل تم إقصاؤه، مؤخراً، عن المشاركة في مغانم السلطة ومغارم انهيار التسوية برمتها.. أصبح على صيغة واحدة احتمال تبعات هذا كله وأصبح على شمالي واحد مجابهة جنوب بكامله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق