الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

فقه نجدي وسياحة رخيصة

محمود ياسين



أخذوا عسير وعشر فتيات من إب- لا يكفون عن زيارة عدن وصرف (أبو خمسمية سعودي...).

اليوم الواحد في السعودية مقابل خمسين يوماً في الغاطس- الغاطس المثقل بنفسه، مثل فقير لا يدري التاريخ أين يوظفه- كان لديهم ذهب وجار فيه مشائخ وعمال كثيرون- وقع أخيراً على اتفاقية إخلاء طرف السعودية من أي دعاوى، عادة ما يتشبث بها الفقير الأصيل..

أصبح عليهم تعويم الحياة في اليمن، لتجابه قيمتها الحقيقية في عالم متقلب المزاج. مشكلتنا أننا قريبون من سعودية لديها نقود كثيرة.

ما الذي تفعله بنا بعد اللهم إلا غاطس عليه التحلي بأخلاق سياحية.. أثناء هزمه (5/ صفر).

منذ زمن وهم يهزموننا (5/ صفر)، وما قبلوا إشراكنا في دورة الخليج إلا لزيادة عدد المرات التي يهزموننا فيها (5/ صفر).

يلوح بضمِّنا لإغاضة الكويت ويهزمنا لإقصاء قطر ولديه كبت كثير يصرفه إلينا على هيئة سياحة جنسية رخيصة وفقه نجدى فادح الثمن. وقائمة مخصصات مالية أفرغت الثورة في مؤتمر خمر وسبقت ليبيا إلى رعاية مجلس التضامن. ضمن استخدام المشائخ باعتبارهم قبضتها الفولاذية في عنق الدولة..

يرسلون إلينا أردأ أنواع التمر ويضربون مغتربينا في أقسام شرطتهم ويحتقروننا في الحدود... قتلوا أكثر من خمسين متسللاً أعادوهم على ناقلة حيوانات قذفتهم من رأس العقبة ولم يعتذروا، سمحوا للفتى الغص بالتسلل مقابل التحلي ببعض المرونة واستضافوا الهاربات في خيام حرس الحدود- وصلفعوا الناس ولم يتوقفوا يوماً عن "زيدي خسيس".

لا يسمحون للمتسلل الهارب بالإرهاب ولا بيع الشماغ الملكي.

يسمحون له بالتسول أثناء مماطلة الموز اليمني حتى يتعفن.

وأنه من أتى اليمن ممن مع السعودية لا يرد إليه، عصائر وفتاوى جهاديه.. وأنه من أتى السعودية ممن مع اليمن يرد إليه تفاحاً عطناً وعاهات بعضها شرعية.

كانوا قد فكروا جدياً في الجدار العازل وشرعوا في عزل عاهة لم يعد لديها مطالبات تاريخية... تراجعوا ولا أدري أين ذهبوا بالأسلاك الشائكة؟

ذات مقيل في صنعاء قبل خمس سنوات.. تحدث جاسر الجاسر، وهو صحفي سعودي زار غزة ذات يوم، تحدث عن لجوئه لفكرة العزل بين ابنه وابن المغترب اليمني في المدرسة.

تحدث بتلك النبرة الواثقة بتفهم العاهات التي تجامله بأعواد القات في المقيل.. لحاجيات الجاسر للوقاية. أرجع ذلك لفكرة الولاء التي قد تتضرر في وجدان ابنه أثناء اختلاطه باليمني" ولم يتساءل أحدنا- ولاء إبنك لمن؟.

كنا مخدرين بالقات وادعاء حسن الضيافة فلم نرد ونجا بفعلته بعد أن حفظت جيداً أنه جاسر الجاسر الصحفي السعودي الذي يشكل مع زميله (أظنه المعرفج) ثنائياً تبادلا الهزء في المقيل.. أما لماذا زار غزة،؟ فلمتابعة أعمال المملكة الخيرية، كما قال،... وكان الجاسر قد أبدى ملاحظة شكك فيها بنزاهة المقاول الذي أنجز مدرسة.

أظنه تجاسر وكتب شكوكه ذات الصلة في التقرير الذي نشر في الصحيفة. وتساءل المعرفج بجدية رهيبة: ومرَّت؟ فأجاب الجاسر: -مرت – وكأنه شكك في صفقة اليمامة.

قالوا إن الجبان يتمنى المضرابة مرتين – وددت لو قلت له: يمر في صحافتنا شك بأن حياتنا صنيعة مقاول كريه لم يقدم لكم مستخلصه بعد...

ليس عادلاً أن نتألم إلى هذه الدرجة لمجرد قربنا من المملكة "وأن تستيقظ وأنت جنوب السعودية فذلك ليس جيداً البتة" فأمامك يوم طويل من الحياة مع مؤتمرات المشائخ وفتاوى الوهابيين أثناء اصغائك لقصة جديدة تدور عن يمني تعرض للانتهاك لأسباب سعودية صرفة- عليك أن تبكي في نهاية المطاف لأن السعودية أخذت على عاتقها دفعك للبكاء...

تحاول ساعتها البحث عن ملاذ في التفكير بناصر القصبي.. مردداً: طاش ما طاش وحده لا يكفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق