الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

رصاصة سكنت جوار الدماغ

محمود ياسين


يصبح الأمر تزيداً وكأننا في الحلقة الثانية من أسباب كراهية السعودية.

كل ما هنالك أننا نحسد اللبنانيين بحصولهم على تدخل ملائم مثل الوجود السوري وأصبح بوسعهم ترديد "هيه هيه ويالله – سوريه أطلعي بره". وجود معلن بأجهزة مخابرات ووحدات عسكرية – تفخيخ مواكب وانتهاك بمماسك يمكن تقديمها للأمم المتحدة- فيما لم تنص المواثيق على اعتبار اللجنة الخاصة انتهاكاً للسيادة.

تدخل في النسيج الاجتماعي لليمن يلعب فيه فرنجيه دور شيخ مشايخ- وجماعة "14 آذار" غير موجودة لأن السعودية لم تقم بشيء مختلف في آذار.

هي تتدخل كل يوم بغير ما حاجة تذكر لتفخيخ موكب يمكن التعامل معه بالنقود.

كان طرد سفيرها في صنعاء (صالح الهديان) بداية الثمانينيات إعلاناً عن انتهاء حقبة من طرق التدخل بين المباشر وغير المباشر..

وجودهم مضمر يشبه صورة معلقة للعم الذي لا يتفوه باسمه أحد- العم الذي لم يأت يوماً وبقي هناك يرسل النقود ويحمي العائلة من نفسها.

وإذن لا يجدر بنا التفكير بإخراج السعودية الأشبه برصاصة سكنت إلى جوار الدماغ.

إما أن نغنى أو يفقروا هم.. وهذا هو الحل في علاقة كهذه- الأشبه بورطة ميتافيزيقية قد تنتهي في سيف من السماء ينزل على الخط الحدودي الجديد ويفصلنا عنهم أثناء الليل ولا نستيقظ إلا ونحن جزيرة في المتجمد الجنوبي- تكون العناية قد أوحت لأصحاب السعودية أن يسروا بأنفسهم بقطع من الليل ولا يخبروا أحدنا- ونصبح نحن أمة من البطريق تنشغل كل عام بيوم الخلاص- غير أننا سنبقى نتذكر السعودية- كل يوم خمس مرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق