السبت، مارس 01، 2014

ليلة نيويورك


محمود ياسين

أكتب في رواية ليلة نيويورك وأنا مرتدي الثوب والجنبية والشال قبع على رأسي بوضعية منحرفة وكأنني أكتب تقديماً لرئيس مصلحة شئون القبائل.

عادل في نيويورك يلهو ويقصف ويبدد النقود التي سرقها من تجارة عمه كونه كان أمين مخازن

ما يؤلم عادل في نيويورك هو وجود عمه داخل النقود وكأنه يحدق فيه بعيني بنجامين فرانكلين من ورقة المائة دولار.

هو يشتري سيارة بكتيفا بيضاء يلمح مؤخرتها ويغمغم :يا للهول، ذلك أنه يحاول تطويع نيويورك لأحلامه التي كانت في صنعاء.

لم يتمكن عادل من ملامسة أمريكا حتى وهو يلتهم الهوت دوج بأصابع مشحونة بأرقه اليمني الخالص.

في هذه الأثناء يحضرني التقدم الحوثي ورسائل ضغط للكف عن الكتابة عنه وبالمقابل رسائل حث لتكريس وجود الكاتب لمقاومة تقدم هذه القوة، والحكاية استمزاج لتوظيف الكلمات في موقف من الحياة.

المفردة في الرواية تأخذ شكلاً إيحائياً مغايراً لوضعها في مقالة سياسية، إذ تمسي كلمة "مؤخرة" شكلاً من السباب في منشور يصف المطمئنين لتقدم حركة تفجر بيت من يختلف معها على أن عقول المطمئنين في مؤخراتهم، بينما يحدق عادل بطل الرواية في مؤخرة سيارة بكتيفا بملاسة إيحائية فاتنة.

لدينا دنيا كان علينا أن نعيشها رسومات وقصصاً وكتباً، وذلك الافتتان بدنيا الفن والمطبوعات والسرديات، لكننا علقنا في مستنقع على هذا القدر من الانجراف الطائفي والمناطقي ويمسي عليك الفرار بيمنيتك وأحلامك إلى نيويورك أو إلى فخاخ البهجة الأنثوية المستمدة وجودها من الذاكرة كجسد مواز للوجد الجسدي المتوتر والمنذور لتملق صرامة الموقف السياسي والاستقطاب، الجسد المحشور في تهديدات التصفية وإنهاكه في التوقعات السيئة.

الخيال مضر أحياناً، لكنه ملاذ يمكن اختياره عند المفاضلة بين ضررين، أحدهما اليقظة الواقعية لحياة في قلب المخاطر.

يتجول عادل في نيويورك وقد نهب ما يعتقده حقه في الحياة، بينما يقدم عادل آخر حياته قرباناً في أرحب لاقتتال لا يعيه جيداً مدافعاً بذلك عن ميراث التضحية، وروحانية إفناء الجسد بدلاً من اقتفاء نزعاته كما يحاول عادل في الرواية.

الفن هو المسافة التي يقطعها الخيال من النقطة التي توقف فيها الإنسان وصولاً للأقاصي حيث يمثل أبطال الروايات الإمكانات اللا متحققة للروائي في واقع متطلب للغاية وعلى درجة من التورط في صراعات مع قوى عمياء.

يمكن الاقتراب مما أعنيه هنا بردة فعل متابعي صفحتي في الفيسبوك وتعليقاتهم على الجزء الأول من هذه المقالة، وقد نشرته قبل أن أتفوه بكلمة واحدة عن الحوثي، إذ ينتهي المنشور عند تناوله للهوت دوغ بأصابع قلقة، ولقد استدعى المعلقون الحجوري والحوثي إلى هنا.

سلام الموجري: متى يخرج إمام الشرع المطهر الفقيه سعيد ياسين ليوقف زحف المجرمين؟!

Arwa Alkhutabi: يا محمود مش وقت عادل في نيويورك أنا عند الله وعندك الآن وقت رواية الحجوري يصلح البوري, إب في خطر يا جني.

ناصر الزوبعي: جميل

Khaled Kulib: مقاطع من"تبادل الهزء"؟؟!!

برهان الأحمدي: الحجوري يقف أمام أطماع الحوثيين بمحافظة إب إن وصل إليها.. فحيا وهلا به في المقل قبل البلاد.

أحمد المدير: مكّنونا سرقوا الثورة ركبوا الثورة، واليوم ناوين يقتحموا صنعاء ويسرقوا الدولة ويركبون على كرسي السلطة. الشعب قام بالثورة ليسقط نظام السرقة والفساد، وقدم الآلاف من الشهداء والجرحى لتكون دولة مدنية ويكون القانون هو السيد، لا لتكون الدولة ملكية، وعبد الملك الحوثي هو السيد.

جيل الجمهورية الذي اسقط نظام الملكية أبناؤه، هم جيل الثورة الذي أسقط نظام سنحان والسلطة العفاشية، وسيتصدى لأطماع المغضوب عليهم من الحوثة والضالين من العفشة، ومن طرد من السلطة من الباب لن يستطيع العودة من النافذة، وإذا كان دخول إبليس الجنة من الأماني المستحيلة فإننا نخلص إلى النتيجة التالية:

عشم إبليس في الجنة + عشم عفاش بالسلطة = عشم الحوثة بصنعاء وكراً لعملاء إيران والسعودية..

لذلك وبعد 50 عاماً من الجمهورية و3 سنوات من الثورة.. فقد يئس أبالسة اليمن من حكم اليمنيين ولن يعودوا أبداً.. ولكن للتحريش بينهم بإيقاظ الفتن وافتعال الحروب في أجواء الفوضى المرفوض شعبياً بإقرار مخرجات الحوار الوطني وتحقيق أهداف الثورة بقيام الدولة القوية.. الدولة المدنية الحديثة.

صحصحوا يا حوثة، فلا يعني تقاطع مصالح أعداء اليمن في الداخل والخارج واتفاقهم على أن تكونوا أيها الحوثة المشبوهون والساسة المراهقون والعصابة المتهورون وسيلتهم القذرة وأداتهم المدمرة؛ فلن يحل الدمار إلا بكم ولن تصيب اللعنة إلا إياكم ولن يطرد من التاريخ ومن الحاضر ومن المستقبل مذموماً مدحورا إلا أنتم.

Haroon Ahmad: الهوت دوج...يعني الكلب الحامي...يعني يأكلوا كلاب.

Arwa Alkhutabi: كذب يا برهان، الحوثي سوف يأتي لدحر الحجوري، اطردوا الجحوري.


نعمان راجح: إذا كنت بحاجة إلى بطاقة مشيخ أعتقد أنك لم تحصل عليها إلى الآن لأنها أصبحت من الضرورة بمكان هذه الأيام في بلادي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق