الخميس، مايو 08، 2014

مهزلة


محمود ياسين

هذا مأزق استقطابي مقابله بلد يتفتت.

لا شأن لنا بوضع الإصلاح والحوثي في خانة أو خانتين، ولسنا معنيين بالفصل بين مستويين من التدين والسياسة.

فليقم هادي بإزاحة الإصلاح من عمران، واستبداله بالدولة الحامية وليست الوسيط.

لا يقتصر الأمر على تدابير ندعوه إليها من قبيل استبدال القشيبي ودماج برجلي دولة لا علاقة لهما بأحد غير الدولة، وليس الأمر في أن ذلك قد يبدو، وقد لا يبدو، وكأنه استجابة للحوثي.

يجب عليه تخطي الإحراج والمأزق الاستقطابي، ووضع الدولة في مواجهة أشكال الانشقاق وتهديد السيادة أياً يكن مصدرها.

إنه لمن الباعث على الاستياء حقاً أن يعلق أصحاب الرأي في فخ نفي تخندقهم جوار الإصلاح أثناء مقاومة الحوثي أو التورط في تبيان يمنيتهم، والحلف بالله أنهم إنما يتخندقون جوار بلادهم،

ثمة دولة عليها ملء الفراغ المفخخ بوظيفة الجماعات، وإعفائنا من هذا التوتر المزاجي ونحن نسعى لبناء حائط صد لأجل بلادنا المكشوفة.

عندما تنسحب الدولة تاركة حماية البلاد لمجاميع، فإن الصراع يرتد لمقولات طائفية وتعبيرات مناطقية، بينما كانت المهمة أصلاً مهمة دولة تزيح الجميع وتحمي السيادة بمشروعيتها الدستورية وبقوة ضمانة حماية الجميع بمن فيهم الجماعات التي تحتاج لحماية من أوهام القوة.

كم يجدر بنا مجادلة الحوثي حول المضمر، بينما المعلن لا يتضمن أي التزام تجاه الجمهورية والديمقراطية والسلم الاجتماعي.

ومن ذا الذي قد يفهم كيف أنه كيمني أمسى عرضة لمبدأ الإحراج بالإصلاح، ودوره ووجوده في عمران وكأن علينا الانكشاف والرضوخ بسبب أن الإصلاح يقوم بوظيفة ليست وظيفته.

وكل يوم يقولون لك إطمئن.. إطمئن!

وليتني، أو ليت أن أحدنا يستطيع، لكن كيف أطمئن وثمة مسلح منفعل يمسك بصاعق القنبلة ويقول لك أنا أبن بنت رسول الله، وحقي أن أحكمك بالمسيرة القرآنية، وهذا الذي يدافع ويقاتلني هم إخوان مسلمون وليس دولة.

من يمكنه حلحلة هذه المعضلة غير اليمني؟

اليمني المتعافي حتى من حصر الحوثية في الهاشميين والمدرك لمخاطر حصر المعركة ذهنياً في تعبيرات طائفية.

اليمني الذي بوسعه الاندفاع بقوة انتمائه للأرض، والمستقبل وليس لإشكالات التاريخ.

اليمني الذي ينطوي فؤاده على اليمن، ويملك الغطاء الدستوري والقوة للتصرف ولجم المغامرين بدون تأويلات.

يعني رئيس يمني.

مالم فسيحاول اليمنيون مدافعة الخطر دون أن يكون عليهم رهن هويتهم بالتباسات ومنازلات الجماعات.

هل نصدر بياناً ضد الإخوان لنحظى باعتراف الحوثي بحقنا في مقاومة طموحه؟

هل نحلف أننا نحب الهاشميين، لكننا متوجسون من انفعال أغلبهم الآن باندفاعة المظلوم الذي سيظلم مجدداً؟

هل يجدر بأحدنا قبل محاولة كبح الآلة الحوثية أو محاولة الوصول معها لتسوية وطنية أن يفصح عن جوهر تعظيمه للإمام المغدور علي بن أبي طالب؟

من عليه تطمين الآخر؟


من عليه تأكيد حق الآخر الاحتفاظ بهويته ودمه؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق