الخميس، مايو 08، 2014

صوت الديناميت


محمود ياسين

يتحدث عن الانتخابات وينشر قواته في آنس.

هل يمكن تسمية ذلك احتلالاً؟

جيوش الدول الأجنبية هي من يطلق على دخولها احتلالاً.

لكن مليشيا محلية مدعومة بمال دولة خارجية، وبوهم تاريخي، وذريعة الحق في مساجد المنطقة، لتقديم الصرخة قبل الصلاة وبعدها (هذه المرة في آنس يتقدم الحوثي بدون الذريعة الإصلاحية).. ومن هنا بدأوا مواجهة المجتمع.

الآن يقاتلون أبناء آنس، بينما يتحدث قائدهم من مقره الغامض المحاط بالكتائب وعربات الديناميت المجهزة لترويع اليمنيين؛ يتحدث عن قوائم انتخابية وما شابه.

لطالما ناشدناهم التخلي عن أوهام السلاح، والعمل في السياسة؛ بوصف السياسة الفعل المدني والاختبار الناجز لمنهج الشراكة، وعندما يتحدث عنها الحوثي متزامنة مع الحرب، فهو بذلك يشبه أحد المقاتلين الرومان الذي قاد فيلقاً عسكرياً، وحاصر روما، داعياً مجلس النواب الروماني للانعقاد والتصويت على حقه في استعادة عرش جده الإمبراطور.

يدرك الحوثي أن السياسة لا تأتي بشيء طالما كانت بلا ديناميت.

السياسة العزلاء لن تتخطى تجربة حزب الحق الذي كان أبوه بدر الدين الحوثي -رحمه الله- نائباً لرئيس الحزب الذي خاض انتخابات 93، وحصل على مقعد واحد، فانشق عن الحزب وقد أيقن أن الانتخابات لا تخاض بالبرامج.

هل لا يزال بوسعنا الأمل في استدراج أنصار الله إلى السياسة حقاً؟

لا علاقة للأمر بالنوايا الطيبة. أتحدث هنا عن الممكن لإنقاذ بلادنا، كيف نجرهم للسياسة وردعهم في ذات الوقت؟

كيف يمكن الوصول للدماغ الحوثي، وإخباره جملة حقائق عليه الإذعان لها مقابل تخطي الإنكار الكلي لوجودهم بوصفهم قوة الآن يمكنها البناء على وجود سياسي تتخلى فيه عن السلاح، حيث كان اليمنيون ليتلقوا حديث عبدالملك الحوثي عن الانتخابات، بارتياح لو رافقها سحب لقواته من مداخل عمران بدلاً من الانتشار في آنس.

أي فعل سياسي عام قد يصل مع الحوثي إلى أنه هنا نتوقف ونزيل الخنادق، ونشرع في البحث عن خيار لا تعمده عربات الديناميت؟

كيف نقنعه أن هذا جهده، وأقصى ما يمكنه البناء عليه، وأنه إن حاول الوصول لما فوق مستوى وجوده الفعلي، سيكون بمثابة مجازفة بوجوده، وبما تبقى من لامبالاة اليمنيين.


لا ضغائن. ويجدر بالمسيسين الحوثيين الآن إزاحة ذهن الديناميت، والبدء في تشغيل أدمغتهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق