الخميس، مايو 08، 2014

الترب لا ينام إلا قبل الفجر


محمود ياسين

عندما يحظى البلد بوزير داخلية مندفع هكذا، ولا يدين لحسابات معقدة، فيمكنك المراهنة على تمثيل لفكرة الدولة أمنياً، يلعبه الآن الترب الوزير الذي تتذكر في المساء أنه موجود، فتتثاءب.

يحتاج اليمنيون للهيرو الآن، بطل ولو في نطاق غير مكتمل، لكنه يعطي أملا ومراجعة نفسية شعبية لمزاج الركون لوجود حارس يشير لهم أن بالإمكان استعادة دولة كاملة تسهر على حياة الناس.

لحظة تاريخية هي من الانفلات الأمني والسيولة السياسية، بما يمكن تسميته عمليا البيئة المثالية لاستنبات الأبطال والمجرمين. كان يتجول في الساحة بشعار مكتوب على صدره أنه الشهيد الحي، وكنا حتى وقد أعلن اسمه وزيراً للداخلية، نتهكم من ذلك الإعلان الاستشهادي الفردي، وكأنه صعد لمنصة حراسة أمن اليمن الآن رجل غير حصيف، لكن تبين أن حماسته كانت هي ما نحتاجه، تلقائية الترب وتخففه من الحسابات المعقدة، هي ما منحت لإرادته وحسه الأمني المساحة للتعبير عن منهج الإدارة بمباشرة المهام، وليس بهواجس التحالفات.

الآن، وبهذه الأنشطة الأمنية على محدوديتها، حظي الناس بأمل ما، وبنموذج يمكنه إحراج الحكومة وحساباتها وتبريراتها الغبية للفشل، بما ينتهجه من أسلوب الفعل المباشر والبسيط، وقيام المسؤول الحكومي بما عليه، دون أن يعلق في حسابات الأطراف.


هذا زمنك يا صديقنا الذي في الحصبة، ولن نعدم طريقة لمساندتك، فأنت الآن الجيد الذي لدينا، وقد لا تصدق أن التعويل عليك بلغ حد اعتقاد البعض أنك المنقذ. يبالغ الناس أحياناً من فرط ما هم مغلوبون، ومنحهم رجل ما أملاً بالدفاع عنهم، وأن هناك في كلمة وتوصيف وزير ما لا يزال صالحاً للاستخدام، هي مسؤولية منظومة أمنية شاملة متكاملة، وتعمل بآلية احترافية، ويفترض التعويل عليها، وليس على حماسة وضمير شخص واحد يداوم حتى ساعة متأخرة من الليل، لكننا الآن لا نملك غير هذا الشخص وحماسته، وتخففه من الحسابات، واحتسابه على الناس، وليس على جماعة، وإن كان ضمن حصتها الحكومية، الآن يحتسب الإخفاق على الفوضى، وعلى الحزب الذي تنتمي إليه قليلاً أو كثيراً، لكن قيامك بما عليك، ونجاحك في حراسة الناس، يحتسب لك في زمن كهذا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق