الأربعاء، يوليو 04، 2012

الوقت تحت تصرف الإسلاميين


محمود ياسين


سنوات الشرق الأوسط سيتم تخصيصها لتطوير الإسلاميين وأن ننتظر تخطي الإسلاميين لكل أداءاتهم المستفزة ذات الصلة بالدفاع عن الله فذلك ليس كثيراً بالنسبة لحركة وجدت نفسها مثل فالستاف هافل المنشق التشيكي الذي قاد الثورة المخملية ليجد نفسه فجأة في حفلة تنصيبه رئيساً لجمهورية التشيك.. والتقطت كاميرات التلفزيون تحديقات فالستاف ونظراته التي تفصح عن عدم التصديق.

هناك بالطبع فارق بين الحركة الإسلامية وفالستاف الذي قضى فترته الرئاسية محاولاً فقط الإفلات بعواطفه السياسية الرومانسية من أعباء رئاسة بلد يحتاج لقيادة حاذقة بعد أن قامت تلك الرومانسية السياسية بدورها وتم استخدامها في الثورة المخملية.
غير أن الواقع بعد تلك الثورة لم يكن مخملياً البته وكان من القسوة بما يكفي لدفع السيد هافل للتهريج.

هناك ما يمكن التحدث فيه الآن قبل أن نصل لمرحلة: هيا يا إسلاميين ها هو الكرسي أرونا كيف يكون الإسلام حلاً؟.

قبل هذا يمكن الحديث عن مغامرات دعوية قام بها رموز التيار الإسلامي في بقاع العالم تمكنوا خلالها من إدهاش ساسة الغرب ورجال اقتصاده الحاذقين.
رغم أن روسيا ليست غرباً، غير أن ما روي عن العرض المدهش الذي أداه الزنداني أمام الاقتصاديين الروس في أحد اجتماعات طاقم البنك المركزي الروسي- تلك المروية التي سمعتها أكثر من مرة من أكثر من إصلاحي والتي تنتهي بـ: وانبهر الاقتصاديون الروس من الحل البسيط الذي استخدمه الزنداني من آية قرآنية لتحويل روسيا إلى بلد يتفوق اقتصادياً على كل دول الاتحاد الأوروبي.

لم يضمن الإصلاح أياً من هذه المغامرات الإسلامية والمرويات في أحد برامجه، غير أن الثقة المطلقة بمزاج التشريعات الخارق بقي مضمراً في الذهن التنظيمي وبقي هذا الذهن يبذل مجهوداً هائلاً لتقديم الحل بحذاقة تحاول تحميل أفكار الحلول التجريدية لهجة الدراسات الاقتصادية المتخصصة.

أنا هنا لا أدعوهم لإعلان قطيعة كاملة مع الجذر الإسلامي الذي بنوا عليه تجربتهم السياسية وشراكتهم مع الآخر.
وحتى رغبتهم الصادقة في التطوير الذاتي.. غير أن عليهم مغادرة تحميل التشريع الإسلامي فوق طاقته وهذا الدأب في ترجمة النصوص إلى لغة الدراسات الحديثة عطفاً على الأمل في أن تفهم الأمة يوماً أن الحل كان طوال الوقت في يدها.

يمكنهم استثمار ورع السياسي المتدين ضداً على مأزق الفساد، وهذا جيد الآن على الأقل.
الوقت الشرق أوسطي والخيارات الملحة وموارد الربيع العربي وحوافزه ليست مجانية ولا يمكن مقايضتها مقابل تطور الإسلاميين.

في المستقبل ومع كل تصريح نلمح فيه تطوراً فعلياً في ذهنية الحركة الإسلامية سنكافئه بالتخلي عن شيء من التزاماتنا السياسية وهذا ليس كشفاً خطيراً ولا تحريضاً.
فهذه تجربتهم التاريخية والكثيرون من قياداتهم يفكر في محاكاة النموذج التركي بنوايا طيبة لا علاقة لها بالتباين بين إسلاموية توهجت على عاتق العلمانية وأخرى قد تقبل بمشاركة العلمانيين.

هذا حقهم في التجريب.. وبدون أحكام مسبقة، نحن فقط بحاجة للتوصل معهم لاتفاقية بشأن (حماية الوقت)
وقت الشرق الأوسط الذي نحتاجه لتطوير حياتنا أكثر من حاجتنا لتطوير الإسلاميين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق