الخميس، مارس 19، 2015

ليسوا بحاجة لاختطاف هادي


محمود ياسين

17 يناير 2015
أنا إنسان إيضاً وكان يراودني أحياناً حلم أن أكون وزيراً. في هذا الحلم كُنت أتورّط في مباحثات أخلاقية مضنية مع مبدأ السرقة، وكنت أجد حلاً في نهاية المطاف، وهو أقرب لمزاج الرضا ببعض المكافآت والعلاوات المبالغ في بعضها دون أن ألوث نفسي تماماً.

وبعد الثورة الشبابية كان أحد أقاربي يجلس أمام التلفزيون في كل تشكيلة حكومية في انتظار اسمي، لكنّه يتصل لي بعد النشرة ليحثني على الصبر، مُنهياً كل مكالمة بجملته التاريخية "من طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

البارحة حلمت بسبب عسر الهضم أنني وزير الإعلام، استفقت أتعرّق وكان الشيطان قد تعوذ شخصياً من حلمي هذا الذي يضعني ونادية السقاف في إهانة واحدة.

أروى لا تجرؤ على الاقتراب من مكتبها؛ خوفاً من اليتيم، واليتيم مدعوم من جهات ليست غامضة، وعندما تدخل الرئيس لأجل أروى قام بمناشدة رئيس الوزراء إصدار قرار لليتيم.

أعرف كائناً طموحاً لطالما حلم بقرار يعيّنه مديراً لمكتب الرئيس، وكان يخبرني كيف انه سيلعب بالكل "طبّة"، واليوم اختطفوا الطبّة ويبدو أنهم سيعيدونها مثقوبة بركلات البداوة التي تصدر بياناً للشعب العظيم تخبره فيها أنها فرغت للتو من إهانته .

لن يختطفوا هادي، لأنهم ليسوا بحاجة لتكرار الفعل الذي قاموا به منذ شهور، وهم على كل حال قد اختطفوا الحلم الثوري من الذين اختطفوه وكأنهم وفقاً لتشبيه محمد حسنين هيكل لأمريكا، كأنهم عندنا ذلك القرصان الذي ينتظر حتى يفرغ القراصنة من نهب السفن ثم يتقرصن عليهم جميعاً بضربة واحدة .

الحوثي احتكر الآن كل الأعمال اللا مشروعة من اختطاف ونهب وسخرية من القانون ومن الدولة وطورّها لاختطاف الدولة، وما إهانة الوزراء واختطاف بن مبارك إلا تفاصيل جانبية .

الآن سيحلم كل طموح فارغ بالانخراط في العصابة، أما الحلم بالتغيير فسيظل وجهتنا نحن الذين ندرك أن هذا كله لا يعدو كونه كابوساً من ذلك النوع الذي ينتابك أثناء النوم بعد عشاء التهمت فيه فخذ جمل خرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق