الخميس، مارس 19، 2015

لليمن كلمته الأخيرة


محمود ياسين

بتاريخ 8 يوليو 2014 
حسناً: ننتظر حتى يتبلور موقف وطني متكامل لردع الحوثي متى؟ وهل يملك يمننا ترف الوقت بينما يحاول الحوثيون باستماتة دخول عمران؟

اشتراطات الحداثيين مكلفة في وضع كهذا، وكأنه علينا التواطؤ فقط مع حركة عمياء تسعى للانتقام من كل يمني عقاباً للشعب الذي ظن نفسه منذ سبتمبر مساوياً لهم مظلمتهم، هذه هي المساواة، والآن تسمع القهقهات المستعجلة وقد توهمت نصراً وشيكاً يقدمه لهم الخونة.

سفير النوايا الحسنة يكتب: لا بد من صنعاء، وهناك من يقول سنفطر على مدفع جبل ضين وآخر يقهقه انه أخيراً عاد الحق لأهله، أقول لهؤلاء: تعجلتم في إظهار هذا الفرح بالوهم وأفصحتم عن المضمر وفجرتم المنازل والمساجد ولم تتوخوا الحذر، اذ أيقظتم في نفوس اليمنيين ردة فعل لن تبقى كثيراً في النفوس.

دفعتم الوجدان اليمني لملامسة الطائفية ولن تعطيكم اليمن مصيرها فقط لأن هناك من يكره الاصلاح وبيت الأحمر وعلي محسن. لن نمنحكم الجيش تنتقون منه الوحدات التي تتعامل معكم، وأقول لكل يمني: هذه بلادنا وبيتنا ندافع عنه ونردم تصدعاته بما تبقى لدينا من إرادة حياة.

اليمن: القطار الذي سيدهس في طريقه أي تهديد وأي خيانة وأي خيار اقليمي أو أمريكي يسعى لتشتيته والزج به في صراع الجماعات، ندافع عن بلادنا دون حرج من وجود جماعة ودون عبء قبلي ودون انصياع للعبة هي أقرب للخيانة منها للسياسة.

ما يحدث لن يفضي لتمكينهم من عنق اليمن لكنه سيخدش وجدانها بعد ان يقوم الجيش بمعاقبة الخونة وسيفعل، وستترك هذه الحرب جرحا ًعميقاً لكنها لن تفضي لانتصار الوهم، ذلك ان اليمن حقيقة جوهرية وستعاقب ذات يوم أجهزة الاستخبارات الإيرانية والسعودية التي تستثمر فائض أسعار النفط في ترخيص الدم اليمني. يوماً ما ستندم العمائم والعقالات المقدسة عندما يلتفت لهم اليمنيون وقد فرغوا من تنظيف البيت من القوارض.
أربعة آلاف عام من الحضارة لن تقع هكذا تحت تصرف المغامرين.

***
يراهنون على الموجة وأخبار الانتصارات الوهمية التي يمكن اختصارها في تسلل مجموعة حوثيين لحارة في عمران. اليأس هو ما سيمكنهم من عنق اليمن والتصرف بمصير هذا الشعب. وأياً يكن ما يقدم عليه هادي يمكنكم إدراك النواة الصلبة الممثلة بإرادة اليمنيين الرافضة للوقوع بقبضة جماعة بدائية مسلحة تتفوق رموزها على بقية رموز الفساد والقوى التقليدية باحتكارها للصلف السلالي، ذلك أن أسوأ سيئ في رمزيات القوى التقليدية لم يدعِ يوماً انه كان حيواناً منوياً مقدساً.

لا شأن لنا بغير القادم الذي يتوهم أن بوسعه دوس هويتنا الوطنية واستبدالها بصفوية الحق الإلهي، وبذريعة أننا لم نتمكن من التخلص من رموز أمراضنا القديمة فجاءت تتهددنا بالمرض الأقدم والأكثر فداحة وكلفة. هادي وكأنه (كما يقول هائل سلام) يكرس هويات مشروع الأقاليم بحروب طائفية وكأنه يفصل لكل إقليم هوية واقعية محسوسة عن طريق الحرب الطائفية او المناطقية كنوع من استخدام الحرب في نقل ما هو «نظري»في مشروع الأقاليم إلى «واقعي» تجعله الحرب متحققاً تماماً.

لليمن على كل حال كلمته الأخيرة المتجانسة مع هوية وطنية جامعة تشكلت بفعل الوجود السوي وستفصح عن نفسها مبقية على هذا كله في الذاكرة ينبهها كم أنها كانت قريبة من الخطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق