الخميس، مارس 19، 2015

فـقـاعـة


محمود ياسين

بتاريخ 21 أغسطس 2014
يتصرّف البعض تحت تأثير أنه انتهى الأمر هنا وآلت الحكاية لخاتمة حوثية، وهكذا الذي يخاف والذي يتملق ضمن انسحاب عاطفي لكتلة عمياء ستندثر؛ لأنها بلا حاضن غير العنف، والعنف دورة تتوقف حتماً بفعل قانون الحياة، لن تذعن البلاد لمنطق الغلبة بالفرصة وهو لم يغلب أصلاً، لكنه حصل على طريق مفتوح قدّم له بفعل خيانة وليس بفعل قوته هو، وهذا لن يستمر.

لا يزال جيش البلاد قادراً ولا تزال صنعاء متعددة الخيارات لإفراغ هذه الفورة الفارغة من صخبها، واليمن متخمة بالانتماء الذي سيجد طريقته للتعبير، لذلك ربّما يجدر بالمتملقين ومتصيدي الفرصة عدم الوقوع في مزاج قبائل الفتح، فهذه صنعاء وليست مكة، وليست دمشق بعد هروب مروان الجعدي الأموي الأخير.

لسنا سُنّة، نحن اليمنيين وليست الشخصية اليمنية السياسية لتتلاشى هكذا كلية، ولن نقبل بدونما أي رهان على حتمية أن المجتمع الدولي لن يقبل.

لا تتعجلوا هكذا وإن فتشوا سياراتكم واستجلبوا قبائل غزو صنعاء المعتادة، هذا زمن آخر غير الذي جاء منه وعي الحوثي وإن أتى بصخبه.

مبالغات وهذا ليس تقليلاً من مخاطرهم، لكن يجدر بنا إدراك أن المليشيا لا تتحول لدول وأن الوضع اليمني بكل الذي هو عليه الآن يؤهل الحوثيين فقط لإحداث جلبة ودورة عنف، لكن هذا الوضع المتأزم والذهن المشوش لا يفضي حتماً للوقوع في قبضتهم.

يتحكمون بمداخل العاصمة لكنها تظل عاصمة يمن غير قابل لسيطرة جماعة، هذا كله سيتحول لذكرى مريرة، لكن تاريخ الرجال مرهون باللحظة التي يتماسكون فيها أثناء صخب الوهم.

لن نتوخى السلامة ولن نتمرن على الإذلال وستبقى صنعاء عاصمتنا التي ستضيق بوجود المليشيا أياً يكن عجز رجل القصر الأبيض ومهما يكن فقد تضيق الخيارات وقد تلوح في الأفق إيماءات نهايات مأساوية غير أن إرادة الحياة اليمنية ستنتصر آخر المطاف فهو في كل الأحوال وأياً تكن السيناريوهات قد وصل للمرحلة الأخيرة ولن يتمكن من انتزاع اعتراف مذعن في لحظة يأس.

ذلك أننا لن نيأس فهو ربما قد غلب في بعض المناطق، لكنه لن يغلب الإرادة اليمنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق