الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

هل أصبح علينا مناشدة القاعدة؟

لا تقتلهم حتى وإن كانوا بصحبة عميلات الـ"سي آي إيه"


محمود ياسين
sayfye@gmail.com



هل أصبح علينا مناشدة القاعدة؟

لقد تم قتل ثمانية جنود، حتى وإن كانوا ضباطاً، فعملية اغتيالهم تخلو من أي شرف.

ولست هنا لأبين للقاعدة، إن كانت حقاً من قامت بتنفيذ هجوم الأسبوع في جعار، لست لأبين لهم أن هذا ليس طريق الجنة، تاركاً لهم البحث عن الطريق الصحيح من خلال اقتراح قتل أناس آخرين، فلا شأن لنا بالطريق الأمثل الذي ينبغي أن تسلكه القاعدة.

هذه منظمة إرهابية في بلادٍ لا تكره العنف ولا تدينه. بلاد تتناول طعام الإفطار بأعصاب اعتيادية، لا تشعر بأي عقدة تجاه إزهاق ثمانية أرواح ساعة الإفطار.

فكرنا في مناشدة القاعدة وإلتماس الرضى من خلال استعراض قصص عن حياة ثمانية جنود لديهم عائلات. وتبيان فكرة أنهم تسببوا في يتم عدد كبير من أبناء الجنود. ناهيك عن البحث عن المناطق التي جاء منها هؤلاء الجنود، لا لشيء إلا لتملق ما تبقى من أخلاق وعاطفة منظمة إجرامية تفرد عضلاتها في وسط متخلف وبمباركة وصمت كل متديني اليمن.

حتى ولو تجمع رموز الدولة الفاسدة في تلك النقطة العسكرية يحتسون الخمر في مغرب رمضان، مع مجموعة من عميلات الاستخبارات الأمريكية، وهن يرتدين تنورات قصيرة، لما كان للقاعدة أي غطاء أخلاقي أو حق في قتل هؤلاء الناس.

ذلك أن القاعدة ليس لها أي حق في التواجد على هذه الشاكلة. وليس لها أي حق في إرهابنا على مائدة إفطار أو على طاولة قمار.

يصبح أمر إيراد أسماء الجنود، وهذا من السدة كان مجرد خريج ثانوية وبدون ترقيم عسكري، مجرد التماس رحمة وفرز من يستحق القتل عمّن لا يستحقه.

ولنفرض أن درهم صالح اللبود ليس خريج ثانوية في السدة، ولكنه خريج الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، وأن راتبه ليس عشرين ألف ريال ولكن عشرين ألف دولار.. هل يعطي هذا للقاعدة كل هذا الحق في نهب الحياة؟ الحق الذي يمنحها الاسترخاء الكامل في التجول في الذهن العام، على أنهم أبناء وورثة إذلال أمريكا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

الإعجاب والمباركة التي حصل عليها أسامة بن لادن، كل هذ الوقت، هي الغطاء الأخلاقي والأمني لآلة قتل لديها حق إلهي في اغتيال البدلة الميري، أياً كان راتبها الشهري.

مسؤولية من هذه التي يمكن أن تحمل موت الجنود: هل هو التشدد الإسلامي كفقه؟ أم أنها مسؤولية النصوص ومسؤولية هذا الكلام الأخرق عن معضلة عدم فهمنا الحقيقي لروح الإسلام؟ أم أنها مسؤولية أسامة بن لادن ومسؤولية أجهزة الأمن الضعيفة؟.

والأهم: مسؤولية الضمير العام.. المعطوب بالتدين الغبي الذي يحترم أي لحية، ويحترم أي نشاط تقوم به هذه اللحية. مسؤولية بلد ميت لم يعد يكترث للموت.

المصدر أونلاين
31 أغسطس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق