الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

لا عقد في سيكولوجيا الشيخ

محمود ياسين


يشعر نبيل الباشا بخيبة أمل، فلم يخطر له الإدلاء بتصريح عن فكرة المشيخ برمتها، ناهيك عن أن يتم الاتصال به على انه ولي عهد العدين...

لنبيل غمغمة الحاذق الذي لم يقرر بعد ما الذي يفعله بواحدة من آخر قلعتين في مشيخة اليمن الأسفل...

نبيل فكه متمرس في طريقه إلى دورة حقوق إنسان في جنيف. هو لم يقطع باصطدام الحق الإنساني بفكرة المشيخ ابتداء، ولم يغفل في ذات الوقت أنه لا يوجد شيخ اسمه نبيل، وفقاً لأحد رعاياه في العدين، الذي ناداه مؤخراً بصفة أستاذ في قصة مرحة أوردها نبيل على سبيل الدعابة..

هو يتحاشى الخوض في فكرة «ولاية العهد» متنقلاً بين فكاهات عدم صلاحيته وجدية شيخ تربطه بالصحافة ذكرى سيئة...

كان على نبيل البحث الدائم عن طريقة ملائمة لإزالة سوء فهم نشأ إبَّان أزمة «قُصع حليان» عاصمة العدين السياسية ومقر إقامة الشيخ والسجن الخاص، حيث جلب السجناء عدسات الصحافة وتعليقاتها اللاذعة... منتهياً – أي نبيل – إلى فكرة "ثقفوا المشايخ". مطلب معقول بالنسبة لرجل مهذب تؤرقه فكرة أن يكون آخر مشايخ بني الباشا.

هو لم يقل هذا ولا أحد يدري كيف يخلص ابن الشيخ من قدره في المثول الدائم أمام محكمة نوايا ليس لديها ما يثبت أن نبيل رعوي....

يناديك بـ"شيخي"، إذ يبدو أن لا عقد في سيكولوجيا الشيخ وهو يطلق مزحاته في الطريق إلى جنيف الخميس الماضي.

يدرك نبيل تآكل مشيخة أجداده القائمة على فكرة الأرض والرعوي، الذي كان يعتقد أن الدنيا تنتهي بعد جبل نعمان وأن سائلة وادي عنَّة تصب في بحر القدرة... لا ضمانات في مجابهة تحولات تؤكد أن المشيخة في العدين مسألة وقت، وأن بقاءها إلى الآن مرهون بشخصية صادق الباشا الفولاذية. تنقسم الأرض شيئاً فشيئاً في علاقة تحددها الأرض، بخلاف مشايخ العصبة رفاق نبيل في البرلمان الأكيدين من استحالة تقسيم الدم وحاجة التحولات لتوريط الدولة أكثر فأكثر مع مشائخ النفير...

ذلك أن التحولات لا تعمل إلا في بيئة ملائمة كالعدين – وبغير نوايا سيئة هي تقوض المشيخات الصغيرة لصالح جذر المشيخ الضارب في ألفي سنة تاريخ...

إنتهاءً بضم عبدالرحمن المليكي، أحد مشائخ العدين الجدد، إلى المؤتمر في تتويج نهائي لصراع بين ماضيين واجه فيه الباشا شيخاً جديداً بنفير ورماه كنموذج منقول بلا عناية من مشرق الدم..

الشيخ الجديد لا يحاول تملق أخلاق المدينة في صراعه مع الماضي القريب الذي يمثله الباشا.

يحتاج عبدالرحمن لعشيرة فحسب وقد حصل عليها. يجدر بأحدنا أن يكون هادفاً وتحديد ما إن كانت ميزة الشيخ عبدالرحمن المليكي في كونه أكثر ماضوية وشيء من قبيل التغيير المستمر في حاجة الدولة لماضٍ واحد- ربما يفتقر هذا إلى الدقة في تمييز حاجة الدولة عن حاجة سنحان. كيف تعمل مسلمات عبدالرحيم محسن هنا؟ - المؤتمر الدولة – الدولة القبيلة. هذا بسيط أكثر، والبدء به لا يقود إلى مسلمات البتة... تلك المسلمات التي تعمل عادة فيما هو عادي. ويبدو أننا إزاء حالة تعبير عن مأزق حاجة الجميع لإعادة اللعبة من جديد... (هدَّ الدور) إذ لا متسع لأي نقلة قد تشجع على التفوه بـ"كش ملك". ومن باب الألمعية يمكن تفسير الأمر من خلال رقعة شطرنج يتململ فيها الخيل من اعتماد الملك وتورطه مع القلعة – على أن القلعة سنحان وعلى أن قبائل الوسط الشرقي بحاجة لمربعات جديدة – لا المؤتمر مجرد بيان حاذق عن الدولة ولا مسلمات عبدالرحيم تقود إلى فهم حاجة سنحان لقبائل جديدة وليس إلى مشائخ جدد كياسر العواضي "الذي يبدو أنه أخذ المؤتمر على محمل الجد. كتعبير عن تنامي حقائق نشأت على وضع مغلوط أصلاً...

إذ يتسلم المشائخ الجدد سلطةً قديمة بمطالب جديدة لا تنسجم والاحتقان في توريث السلطة وتوزيع الثروة في المركز؟.

ومن قبيل الإيضاح يرث بات الشيخ الجديد أباه أو أخاه في مراسم لا تخلو من تسليم شال أو جنبية كما حدث مع جنبية الشيخ عبدالله التي تسلمها صادق مؤخراً..

رابطة دم تضمن انتقال السلطة سلمياً بين جيلين آخرهما أقل تخففاً من أعباء الالتزام القاطع والنهائي لمبدأ "أنت شيخي وأنا رئيسك" إذ وقفت القوات القريبة من دار الرئاسة إلى جانب شيخها (سنحان) في مجابهة شيخ جديد، لم يكن علي عبدالله صالح رئيسه بقدر ما هو محكم بينه وبين قبيلته..

ياسر من جيل مراكز البحث – حيوي بلا تقاليد قاطعة لمسألة الولاء – شأن صادق الأحمر – الشيخ الجديد الذي تسلم الجنبية وعينه على أصابع دولة تُعمل في قبيلته تدخلاً وقوى جديدة".

هكذا هو الأمر – تخطت السلطة برتوكول العلاقة وبدأت حاجتها للبيادق في دفعها للمجازفة بالتدخل في خيارات القبيلة، والعمل على إنجاز مشائخ جدد يمكن ضمان ولائهم القاطع في علاقة تخلو من الندية" هنا في المركز القريب من عصبة الدم تريد السلطة مشائخ جدد هي من تمنحهم المشيخ وتريد في الأطراف قبائل جديدة...

نُشرت بتاريخ سابق في صحيفة الشارع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق