الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

خطورة «مَطْلَع» وغمغمة «مَنزَل»..

محمود ياسين

أولاد النبي والقبائل الذين أتوا بالإمام الهادي من جبال الرس يقتلون ثم لا يكفون عن كونهم يقتلون.

منذ زمن بعيد وهم يشعرون بالإنهاك آخر المطاف ويجدون ملاذهم في عناق الإخوة بين يدي أسى يضعون عليه آمالهم في تفهم عدالة التوزيع... ينتهون إلى الصلح غالباً ومن ثم يعلموننا بالنتائج: الإخوة إب وتعز – ولاحقاً عدن، اتفقنا على فلان وهذا للعلم والإحاطة... التوقيع/ مطلع.

منزل لا ترجح كفة أحد – كأي منزل.. تقبع فقط في انتظار مفاوضات مطلع- وكل ما تقرره مطلع هو حكيم بالضرورة، دون أن تتخلى منزل عن حقها في إبداء بعض التحفظات بالطبع...

كأن تقوم منزل بإرسال مبعوث يحفظ ألفية الإمام مالك على رأس قائمة مطالب تدور كلها حول الرأفة، وتشدد على حاجتها الضرورية لعسكري أقل حدة..

حتى إن مطلع ارتابت في المطلب الأخير دون أن تشغل نفسها بأمور تافهة. إذ من غير الحكيم انصراف عاقل كمطلع بمسألة الحب والكراهية بين منزل والعسكري. ذلك أن القلوب بيد الله، مطمئنة إلى أن منزل ستجد آخر المطاف عسكرياً تحبه....

لا أحد يدري ما إن كانت منزل قد خجلت من تبديد قرون في أفاكة تاريخية انتهت بالوقوع في غرام (عسكري حبوب للجميع). ولا يجدر بأحد إحراج منزل فهم خطأه نهاية المطاف..

يقسم خبراء الجمال مزايا التباين بين مطلع ومنزل مانحين الأخيرة رتبة (الاستعداد الدائم لتلبية احتياجات مطلع) محيلين في ذات الوقت على النتائج التي يخلص إليها علماء انثروبولوجيا الجسد الذين يكنون تضامناً عظيماً مع التاريخ المؤثر لمنزل...

ليس من الحكمة هنا الإحالة على قدرية الشمال والجنوب في تساؤلات مقسمي الكرة الأرضية إلى أنيقين وسود لا يكفون عن الهرب من مجاعات. ذلك التقسيم يعتمد على أن الأرض مستوية بين شمال إنساني وجنوب عاثر الحظ... في علاقة غير سوية تقود دائماً إلى نظرية المؤامرة.. غير أن الصور الملتقطة للأرض من الفضاء تؤكد أنها مقسمة مطلع ومنزل، وأنه ما من جنوب إلا في دماغ البوصلة، وأن منزل مستقر عذابات الإنسانية في نموذج العاجز ذي الإمكانات الضخمة والمهدورة..

منزل هذا كسول ومزعج على الدوام، لا يكف عن المفاخرة بأراضيه الخصبة وإنتاج المتعصبين والتسبب في الإحراج.

هو غالباً مستنقع الخلايا الراديكالية والمصغي الدائم لطوباويات الحالمين.

وفي المحصلة هو الناخبون والملاذ الأخير لفكرة الدولة الوطنية..

عادة ما يشير اليسار إلى منزل (هنا ولدت) أثناء عودته من فرصةٍ عابرة سنحت له في مطلع.. ويعود آخر الأمر ليموت في ذات البقعة بعد أن يتورط في تصرف يغضب مطلع، هي لا تكف عن أن تغضب وتصب نقمتها على هؤلاء المتحمسين أبناء الفرصة ذوي الشعارات العصية على التفاوض، وهي في المحصلة مبعوث الأحقاد العاجزة القادمة من منزل والتي يستحيل الوصول معها إلى تسوية.

منزل حيث يموت السمك السلامون أثناء فراغه من رحلة المنفى والعودة، وحيث الماء كثير وكذلك الناخبون الذين يمكن تحويلهم إلى ساسة أثناء تخليهم الطوعي عن ثنائية الحب والكراهية...

في مطلع تحدث أشياء خطيرة.. وفي منزل لا يحدث شيء، باستثناء غمغمة حاقد: أصحاب مطلع..


نُشرت بتاريخ سابق في صحيفة الشارع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق