الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

شهر العطلة الرئاسية

محمود ياسين


لا ينسى الله الرئيس من رمضان – في كل أزمة يمنحه رمضان حلاً- شهر عاقل كأي داعية صبور يضع في فم كل فضولي مسواكاً- سيحاضر رمضان الجنوب ليس عن فضائله ولكن عن فضائل الانصراف كلية للسنبوسة ومتاعب العشر الأواخر...

وبدورهم سيفكرون في ليلة القدر من باب اللياقة مع شهر فضيل خلص الجميع من تبعات الرقص مع الشيطان.

رمضان 2006 خلص الرئيس من جلبة نتائج الانتخابات ومنحه نسبة روحانية في وقت حرج بالنسبة لروحانيين جداً كالإخوانيين المسلمين. لا يقوم الإصلاح عادة بأنشطةٍ ذات صبغة علمانية في رمضان. وإنه لمن المؤلم حقاً أن يحاجج الإصلاح ويشكك في رمضان. ذلك غير إسلامي إطلاقاً، ناهيك عن تجشم متاعب لا داعي لها، كإقناع محمد الصادق مثلاً، بأن الديمقراطية من الأعمال المستحبة في رمضان. من سيوزع التمر؟ والتجمع منهمك في توزيع المنشورات...

بقية المشترك يتكئ على ما تبقى من العامة وهم كثير، كأي مسلمين بلا مصاريف، ولا وقت فائض يمكن تخصيصه للسياسة. رمضان هذا أفضل شهر عرفه الرئيس في حياته ولا يجدر بأحدنا سرد قائمة بالأحداث التي احتمل رمضان تبعاتها نيابة عن الرئيس...

ثم ذلك سيكون مدعاه لسوء فهم رئيس استقبلني بحفاوة بالغة مؤكداً أثناء تلك الحفاوة ما معناه "أكتبوا اللي في رأسكم"، ربَّما لأنه أكيد من أن لا شيء في رؤوسنا قد يغضبه في رمضان. لذلك لحقت بآخر يوم من شعبان لأكتب عن شهر العطلة الرئاسية التي يحكم فيها اليمن على رؤوس فارغة... بما في ذلك رؤوس الأفاعي التي يحولها رمضان إلى كائنات أليفة أثناء انشغال السياسة بالبحث عن كوت أبيض على مقاس العاقل..

من وجهة نظر المكايدات يمكن إقناع المشترك باتباع أسلوب مجابهة الرئيس بتلك الفاقة التي يقشعها رمضان من أقدام الناس إلى حلوقهم. تلك الغصة في حلق يتيم رجله على أول درج بيت زواجه حين الغداء. تلك المرارات والاختصارات التي يجابهها الصائم أبو العيال وحيداً. هكذا يحيل الفقر مقاصد الشريعة إلى نقيض.

ويتحول صوم الفقير ليس مران على الزهد وفهم حاجة الفقير، بقدر ما هو امتحان عسير لفكرة الرزق. ذلك أنه ليس بحاجة للشعور من خلال الصوم بحاجة الآخر "أخيه المسلم"، فهو نفسه الآخر، الذي يذكره النصف الصائم فيه بفاقة نصفه الفقير كأي عاجز حقود يعتقد أن كبده معتله...

يحتمل الرئيس سياسياً قدراً كبيراً من أسباب عطب الناس في رمضان ويبقى أمر استخدام المشترك ذلك العطب في التحريض ضد الرئيس غير وارد في هذا الصراع طويل المدى بين كل الأطراف المتنصلة من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه الأمر. تجاه الامتحان السنوي الدامي لكرامة إنسان لم يمنحه أحد الفرصة ليُسلم كما ينبغي...

يتراجع كل شيء لحساب ظروف بيت هايل وطوابير المسلمات القانتات على أبواب التجار القانتين أيضاً..

يتحول رمضان في بلد كهذا إلى ما يشبه "جبل الفسالة" أظنه في شبوة حيث اتفقت القبائل المتحاربة على استرخاء من تعب من الطعن والرمي على جبل الفسالة. غير أن الضحايا حقاً لا يصلون إلى الجبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق