الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

الجنوب يتدحرج مرة أخرى..

محمود ياسين


الكتابة بعد المغرب مجموعة نصائح سيئة بشأن الجنوب.. لا تقم بشيء بعد المغرب يا هذا، فذلك سيهول الجنوب أو يجعله مجرد وهم يتلاشى بين يدي رجل منتشٍ للغاية. لا تكون الأمور ساعتها على ما هي عليه فعلاً.

تتحول متاعبك إلى مأساة إغريقية عالقة في اللعنة. بما في ذلك تلك النشوة العابرة لرجل يعتقد لوهلة أنه تمكن أخيراً من الوصول بالصخرة إلى مكانها الملائم، تماماً كما يفعل سيزيف الذي تقابله الصخرة ذاتها في الأسفل، مما يعني ذلك الجهد الهائل في استعادة الظن نفسه والمعرفة ذاتها بأن الأمر لم ينته وأن عليك جعدلة الجنوب إلى قمة لعنة الحياة على نشوات الانتصارات العابرة.

تحيا على جهد قوة الشخصية وهي تحاول جر الواقع إلى أفكار نسعى بجد لجعلها متفائلة.

بعد المغرب هو الفجوة الزمنية التي علقت في السياسة... لا يدري القادة كيف يتجاوزون هذه المعضلة مع حقائق منغصة في جنوب يتفاقم بشدة وينذر بأمم متحدة وعلي سالم وأشياء من قبيل (تقرير المصير). وأن تخذلك أساليب كانت ناجحة في الماضي فهذا يعني أنك يا سيدي قد تورطت وانتهى الأمر.

قوة شخصية سيزيف حملت صخرة الجنوب إلى ما يعتقده المكان الملائم بنشوة بعد المغرب..

تدحرج الجنوب، وأصبح على الجميع التعامل مع حقائق الصباح الجديدة. تلك الحقائق التي تنتهي دائماً إلى نظرية المؤامرة، نظرية مريحة نوعاً ما حتى يتمكن أحدنا من التعامل مع حقائق مرهقة للغاية.. تفلت الأفكار كالعادة، ويختلط الجنوب كمقاربات سياسية بمقولات أدبية عن مغرب الحياة في بلد لا تدري كيف تصل معه إلى تسوية... قلمك ضدك والشارع وآراؤك السياسية وطريقة حياتك ذاتها- تلك الطريقة التي تعلمتها من الصحافة السياسية والتخزين بقات عنيف للغاية في عاصمة دولة جنوبها يهمك بطريقةٍ أو بأخرى.. عليك إبداء رأي ما بخصوص الفروق الجوهرية بين ما هو انفصالي وما هو نتاج متاعب جماهيرية محضة.. عليك أن تكون هادئاً ومسؤولاً عن الجنوب بعد قات هذا مستحيل.. ففي النهاية سيفلت الأمر مع تحولك أنت إلى جنوب آخر متفاقم.. وتلك مرحلة أخرى تتمسك فيها بالغضب الذي يبقيك يقظاً، فهو آخر ما تبقى لديك.. في الماضي كنا نقتفي أثر النشوات العابرة إلى توحد بمزايا كلها شغف.. لم نكن نحقق الكثير تلك الأيام، غير أننا نستحوذ على تلك الممارسة في إمكانية تحقيق كل شيء..

الحياة على قوة الشخصية تفقد جذوتها مع مرور الوقت، ولا يعود بوسع أحدنا أن يكون متسامحاً مع أي من أطرافه.

ليس في الأمر مقاربة من نوع ما أو تورية يمكن فهمها على أن قوة شخصية الرئيس لم تعد كافية بقدر ما هو ثرثرة عن (كيف أننا جميعاً في ورطة) وكيف أن قوة الزمن تفخخ حتى نوايا الطيبة.

وهل من طريقة ملائمة للإبقاء على بعض عاداتنا السيئة العصية على الخلاص، مع التمتع بقدر من القوة للتفاهم مع واقع لم يعد يحب كوننا بعد قات.. بمعنى احتفاظنا بالنشوة مع القبول بمبدأ اتخاذ التدابير..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق