الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

مباراة بلا مدرجات

محمود ياسين


تسجيل نقاط بين الرئيس والمشترك ولا يدري الناس لماذا هذا كله...

شعروا أن رئيسهم منزعج من شيء ما، دون أن يعرفوا من الذي قال للرئيس إنهم يحمِّلونه غلاء الطماطم. ثم إن الطماطم هذه الأيام ليست غالية تماماً. لديهم متاعب كثيرة كأي مؤمنين لم يخوضوا تجربة سياسيةً قد تزعزع قناعاتهم بأن الأمور كلها بيد الله...

الغلاء من الله والانتخابات من الدولة والنصارى...

التحدي الأخير بين النظام والأحزاب المعارضة بقي خارج حلبة السوق. لم يتأثر السوق المنهمك للغاية بتصريف مال يمكن صرفه بسهولة. الزلط قليل والحاجات المسجلة في قوائم الناس أكثر من طاقة السوق على إيجاد تسوية، اللهم إلا شكل من المخارجة.

حتى أن الناس غير فكهين إطلاقاً في حالٍ كهذه، فلم يتحاذقوا في تحليل الهدف الأخير الذي سجله المشترك على أنه ثمرة خطأ دفاعي في مباراة بلا مدرجات، فغالباً ما تذهب المدرجات مع الناس إلى السوق فتبقى المبادرات ورفض المبادرات هناك في مذكرات وكتب ربَّما يتصفحها بعض الناس يوماً...

نحن بلد فقير أصلاً والجميع يريدون العيش على حساب الخزينة العامة. الكلام هنا رسمي، ونقصد بالجميع: جميع القادرين على نهب الخزينة العامة والقادرين على تهديد هؤلاء بفضح الأمر...

ثمة ما هو فوقي بشأن السياسة والناس في بلادنا؛ فوقي لا علاقة له بالاستعلاء بقدر ما هو نتاج للجهالة. لا يشتغل "المشترك" على ما هو أساسي أكثر وبسيط أكثر؛ ليس بسبب كون قياداته أشراراً مثلاً أو لأنهم متكبرون، كل ما هنالك أنهم بلا كفاءة سياسية تذكر. وبالعودة إلى قصة "نحن بلد فقير" يمكنك هنا الاستياء من أن لا أحد يفكر جدياً في إيجاد موارد جديدة -أرقام ومؤشرات في خطوط بيانية.

هل يفكر رئيس الوزراء وهو في الطريق إلى "البونية" بنسبةٍ اقتصادية من نوع ما؟

هل تخاطر مرةً مع نشرة اقتصادية وتوقف لوهلة أمام شيء من نوع: "تنمية بمعدل 31.5%"، أو سؤال من نوع: كيف فعلها الصينيون؟

الأشياء التي من قبيل وسائل الانتاج والمشاريع الصغيرة، لها علاقة في الذهنية اليمنية بإنتاج النفط ومشاريع الدكتور ياسين سعيد نعمان.

منذ "مؤتمر حرض" ونحن نعيد إنتاج أسباب جديدة للمراضاة بين مجموعات مختلفة الوجهات والأزياء غير أنها متفقة تماماً على أن الأمر يدور حول اقتصاد الغزو. العمامة وربطة العنق يتفقان على ذلك تماماً. "البريه" أيضاً يتفق مع ذلك، فيما يذهب الناس إلى حرض للتفاوض مع المهربين على الحدود السعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق