الجمعة، مارس 18، 2011

طموحات أبناء الشيخ

محمود ياسين
sayfye@gmail.com
مخاوف كثيرة في ساحة التغيير من بيت الأحمر أسمعها تتردد بإلحاح عن طموح حميد واندفاع حسين وهذه الاستقالات الأخيرة من المؤتمر والمنصب الرسمى وكأن أولاد الشيخ عبدالله يريدون ثورة جديدة كالتي توشك أخطاؤها أن تذهب بعد رحيل الشيخ عبدالله –رحمه الله- بزمن قصير.

لا زلت هنا أتحدث عن هواجس الشباب المحسوبين على التيار الليبرالي في حالة فعل التغيير القائمة.

لا أدري لم يشعر أحدنا بالقلق من فرط اندفاع حسين الأحمر حتى أنني أظنه سيحتد ويتوعد في أي حالة نقاش واختلاف أثناء وبعد نجاح الثورة ناهيك عن عقدة قديمة من فكرة حماية الثورة التي ارتبطت تحديدا بقوة الشيخ عبدالله وحماية ثورة 62م، ولسنا هنا بصدد الدقة التاريخية بقدر ما نحن بصدد الرهاب الجماعي من عبارات بعينها طالما رددها حسين الأحمر في مهرجان عمران وهو يقول: كل بيت وكل أسرة في هذه المحافظة قدمت شهيدا أو أكثر.

لهجته قوية وهو يتحدى صواريخ الرئيس ودباباته ضمن لهجة استعراض قوة من يمكنه انتزاع السلطة بالقوة وليس بالاحتجاج.

حاشد قصة كبيرة وعصية على اختزالها في إطلاق حكم في مقالة أو توصيف متعجل بما في ذلك اعتبار مشاركة بيت الأحمر في الثورة الأخيرة مجرد البحث عن ثورة يستخدمونها، في هذا الحكم نوع من محاكمة نوايا أسرة تأتي عملية نفوذها في سياق تاريخي متوتر، في العمل السياسي ليس لديك سوى ما هو معلن إذ أن علينا التعامل مع تصريحات حميد مثلا على أنها انحياز للناس ورفض لاحتكار السلطة والثروة بمعزل عن حكمنا التاريخي على القبائل وتحديدا على بيت الأحمر.

ولو فكرنا بمبدأ الطموح لوجدنا الأمر هو الآخر مشروعاً حتى من خلال عمل حميد ضمن كيان حزب بحجم الإصلاح، ولم لا يكون الانخراط في العمل السلمي "كالذي يحدث الآن" مكسباً جديداً للفكرة الليبرالية.

وهل كنا لنقبل حميد ونفهمه تماما في حال بقي وفيا للعلاقة العصبوية بين أسرته وبين الرئيس؟

إعلان الاستقالات المتلاحقة وآخرها استقالة حاشد الأحمر هي التي أيقظت صوتا قديما استدعى الهواجس.
لديهم طموح كبير وهم أبناء الشيخ ورمز القبيلة القوية ولديهم كل مقومات الحركة المرنة والخيارات المتعددة ومحظوظون أصلا بكونهم قد بدءوا سوء فهم مع الرئيس منذ السنوات الأخيرة التي سبقت رحيل الشيخ عبدالله.

لديهم أيضا هذا الدافع التنافسي مع الجيل الثاني من العائلة الرئاسية، ويفصح هذا الدافع عن نفسه من خلال بعض التصريحات الرافضة لممارسات العائلة الرئاسية حين تتجه كلمات الرفض إلى مستوى عدائي ضد الأبناء.

أصلا لا أحد يملك الحق الأخلاقي في مطالبة الثورة بمنح حق الطموح لأبناء الطبقة الوسطى دون أبناء المشائخ..
ذلك دافع إنساني ولا أدري كيف أفصل الأمر الآن -لدي هواجس مثل غيري- وأشعر أن حسين الأحمر يشبه قبيلته التي تعتقد نفسها سنام اليمن وأصله ومركز قوته. ولا يمكنني مطالبته بتبني مفاهيم ومقولات ليبرالية فهو يفصح عن شخصيته كما هي، وهواجسي تفصح عن نفسها كما هي.

غير أن خيمته في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء تبقي لقائي معه عند نقطة تغيير النظام القائم، أعرف أن النقطة الوحيدة التي تقلل من هواجس ساحة التغيير هي في أن هذه الثورة لا تحتاج إلى بنادق حاشد لتدافع عنها بقدر ما هي محتاجة لحناجر أفراد هذه القبيلة.

وبالتالي لن تكون الثورة مدينة لحاشد بشهداء ولا بفك حصار. وهذا الحدث القائم الآن هو بطبيعته فعل تحديث لا يمكن لأحد اختطافه.

فالشباب معتصمون أصلا ضد التمييز والجهوية وغياب عدالة الفرص ولن تسمح روح الثورة لهواجسنا أن تتحول إلى هزيمة جديدة لأبناء الطبقة الوسطى.

المصدر أونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق