الثلاثاء، مايو 29، 2012

فعلة سهيل

محمود ياسين

وأنا أقلب أوراقي القديمة وجدت مقالة نشرتها في صحيفة الشورى بتاريخ ٢٠٠٦/٦/١٥ (رعى الله أيام الشورى وأيام عبد الكريم) كان ذلك قبل ان يستولي زيد صلاح على الشورى ضمن محاولته الانقلابية على حزب اتحاد القوى الشعبية.
المهم ان اسم المقالة "فعلة سهيل"، وكانت ردا فكهاً على قصيدة نشرها محمد القعود في ملحق الثورة الثقافي، وضعها القعود في الصفحة الأخيرة للملحق وبمساحة واخراج احتفائيين، وكأنه ينشر آخر قصائد بابلو نيرودا.
كانت القصيدة بإسم (سهيل السبئي) وتبدأ هكذا:

كيف أكون مخلوقه، دون ان أكون مخنوقة،
ودون ان تكون انفاسي مكتومة
ألست إنسانا، ألست إنسانه؟
أما أصحاب اليمين، إلى اليمين إلى اليمين
وأما أصحاب الشمال،إلى الشمال إلى اليسار

فكتبت التالي، وقررت تقديمه لكم فقد يروقكم:

القصيدة انجزت فوضى مريعة. قصيدة سهيل السبئي في ملحق الثورة الثقافي التي نزلت كالأمطار السوداء، ولا أحد يدري من جرؤ على اقتراف قصيدة كهذه.
هي ليست شعرا ولا علاقة لها بالنثر، ولا يمكن ترقيعها للحصول على زامل.
إنها شيء، شيء مريع "ويخلق ما لا تعلمون".
يشاع ان الدكتور المقالح حزم امتعته في الطريق الى جزيرة لا يصل اليها أحد المتحمسين للقصيدة والذي طلب من الدكتور قراءة نقدية لفعلة سهيل.
اما عبد الكريم الرازحي فوقف بملابسه الداخلية على السطح وبدأ يطلق النار على المارة.
احمد قاسم دماج (اتروح يزور امه)، واشترى صالح سحلول مجرفة وجلس في الطريق العام.
عمت الفوضى، وساد الهرج في العامة،
وسجلت أقسام الشرطة أرقاما قياسية في بلاغات الاعتداء، ضمن موجة فقدان للسيطرة الجماعية.

انها دامغة الدوامغ وتبدأ هكذا:
كيف أكون مخلوقه دون ان اكون مخنوقة،
من يقرأها يلهج "أزفت الآزفة"، ويكتب وصيته وماله وما عليه،
شيء ما انزل الله به من سلطان، تذكرك بالديون والعمر الضائع، تخمش وجهك وتقدم لك حسابا مفصلا بمهاناتك في صف سادس وحماقاتك من أول مقالة.
انها أكبر استفزاز تعرضت له الأمة منذ رحيل آخر جندي عثماني.
هي في المحصلة امتحان اليم للصبر على المكاره.
عندما قرأها عبد العزيز المجيدي تساءل (منو طفأ الكهرب؟) أما فارس غانم فتساقط شعره واعتصم عمر محمد عمر في الحمام إلى الآن .. "خلص يا عمر اخرج القصيدة موش موجودة"
وحده الخيواني كان يقهقه وكأنه الشيطان.
لا اعتقد ان مطبوعات محمد القعود تصل إلى البنك الدولي، وإلا لأوقف المساعدات والمنح وطالب اليمن بالدفع الفوري لكامل ديونها، ولفت انتباه نادي باريس لتسامحه مع بلد تجرأ على اقتراف قصيدة تتحدى المواثيق الدولية واتفاقيات الملاحة في أعالي البحار.
الأزمة مرشحة للتصعيد وقد سربت وكالات الانباء خبرا يكشف نوايا تركية بنبش قبر امرئ القيس وإلقاء عظامه في خليج الدردنيل.
ويؤكد خبراء في القانون الدولي ان محكمة العدل الدولية ستبدأ في ملاحقة القعود بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

نشر بصحيفة الشورى
15 يونيو 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق