محمود ياسين
أين الأمن القومي؟ كيف يحدث هذا كله وصولا
لاختراق رمزية الدولة الأهم؟
كأنهم متفرغون للتنصت على مكالمات الصحفيين،
فلم يلتقطوا إشارة تنبههم من خلال مكالمات القاعدة.
حدث مريع يفصح عن مستوى الانهيار المحتمل،
وربما تكون خطوة مهمة من الرئيس، إذ عقد اجتماعا بمقر الدفاع، وذلك بمثابة رد قوي.
هذا الرد لا يعفيه من مسؤولية بحث استراتيجية
مختلفة لمقاومة الإرهاب، أو البحث عن الاختراقات في أجهزة أمن الدولة.
مكتب القائد الأعلى مكشوف على هذا النحو؟
وصلنا بالديمقراطية الآن والتعددية إلى
مرحلة تعددية كيانات خارجة، وليس تعددية رأي وتكوينات سياسية.
الآن الدولة هي ما نريد، وما ينقصنا ضداً
لهذا التعدد العبثي المهدد والمتكئ على انفلات كل ما كان كامناً أيام علي عبدالله صالح.
يجدر بنا مغادرة ضدية مفهوم الاستخبارات
الذي ثبتناه عند حقبة السبعينيات والثمانينيات، باعتبارها مجرد أقبية لتعذيب المثقفين
وأصحاب الرأي.
يجب أن نبدأ التمييز بين ما هو سياسي وبين
ما هو وطني.
يجدر بالرئيس العمل منفردا في كل ما من
شأنه فرض قوة الدولة والقانون في مسائل الأمن والسيادة. عليه إعادة النظر في الذي ترتب
على الهيكلة، والتمتع بكامل قوة وصلاحية القائد الأعلى.
وزارة الداخلية ضمن الحكومة، ووزيرها من
حصة الإصلاح، لكن عليه تكليف ممثلي الحصص التي كانت خطأ أصلا في منهج توزيع مسؤوليات
الدولة، ذلك أن الأمن مسؤولية رئاسية مباشرة، وعليه استخدام كل الأدوات منفردا، بما
في ذلك المحسوبة على المحاصصة.
الحوار شأن آخر، وكذلك الديمقراطية، وباسندوة،
والتجاذبات والمؤمرات، ومشاريع الكيانات والفيدرالية، وهذا كله شأن آخر يجدر بالرئيس
عزله عن المهمة المباشرة رئاسيا في حماية البلد. والمجازفة بإغضاب أي طرف من إجراءات
الرد القوية والحازمة.
نتوقع ردا قويا على عملية وزارة الدفاع،
أيا تكن الجهة التي قد تكون متورطة مع القاعدة.
الدولة وأمن البلد مهمة رئاسية مباشرة،
لا يمكن القيام بهما في حالة توخي الحذر من إغضاب أية قوة، ولو أدى هذا الرد إلى عمليات
إرهابية انتقامية، فذلك وارد، وحماية أمن البلد لن تكون عملية آمنة تماما.
لا أدعو لتنصيب ديكتاتور على رئاسة مهيضة،
لكننا الآن ندرك الفارق بين مهام رئاسة الدولة ومهمة الحوار في الوصول لتسوية وطنية
شاملة لا تدري هل تسعى هذه المهمة لتشييد دولة أم تفتيتها لدويلات.
قم بما عليك منفردا فخامة الرئيس، وبحزم.
وهذه نصيحة، وليست تعليمات.
كن قويا الآن، وعندما نجد فيك دكتاتورا
سنقاومك، ولكن على أرضية دولة، وفي بلد متماسك لا يخلو من حوادث قتل، لكن أمنه الوطني
قيد الفعل.
يجب توجيه الاتهام وإثباته، وإدانة الجهة،
وحمل الشعب على مناوأة هذه الجهة، ونبذها.
فقط التزام الحق ومنطق العدل في حماية هذا
البلد، وأن يلمس الشعب هذه القوة لينام وفي وجدانه من يعول على حمايته.
ليلة إضافية، قوارح وجثث وقبعات، وريبة.
اليمن لا ندري ندافع عنه أم نخاف لياليه.
اليمن متعذر وملتبس، ويحملنا أكثر مما يمكن
لحياتنا البسيطة اختباره.
دور وطني لكائن يخفق في صدره قلب
"تمرس باللذات وهو فتى".
وها نحن مباشرة بوجه الليالي، وعتابات القلب
الذي لا يجد ما يخفق له غير الرغبة في الخفقان، وكأن لذاته الموعودة خيانة للجند الذين
سقطوا اليوم، وللشهداء الذين سقطوا البارحة، وخيانة للحلم الملون بكآبة المهام العظيمة.
يرتبك الرجال المحترمون أحيانا بين وطنين؛
أحدهما في القلب اللاهج الناهم للبهجة، والآخر عبوة ناسفة تختبر وتنتظر صدى وموقفا.
كم يكون هذا القلب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق