الجمعة، مارس 28، 2014

لن نستسلم


محمود ياسين

مثقفين كنا نظنهم منا نحن الناس اليمنيين، فتحولوا إلى مبشرين بالسيد "سيدي ومولاي" ينادونه هكذا فترتج هويتك وتأسى لكل الكتب ومقولات التحديث.

لست سيدنا يا بو جبريل وسنكمل حياتنا أحراراً، ولن نترك لك استكمال حلمنا الناقص في الربيع الأخير بحلمك المشوه القادم من كهوف الماضي.

حسناً: وصلت مشارف العاصمة؟

أرسلت إلينا ألسنة الترهيب وأصوات الديناميت؟

عبد ربه ضعيف ولا رغبة للكثيرين بمقاومتك إلى جانب الإخوان؟

النبوءة والحماسة والاندفاعة تمهد لك طريق الوهم السلالي؟

لديك نقود وعتاد وشراذم من القوى التقليدية الكريهة لكننا لن نحبك. ولن تنتصر على إرادة الحياة الحرة أو تشتريها بعدالتك الميدانية، فنحن نكاد نلمس برودة أصابعك تضغط عنق اليمن.

دولتنا بلا عمود فقري ونفتقر للأمن، وتكاد هوية "ابن اليمن" تتسرب من بين أصابعه لكنه لن يقايض هويته النازفة تلك بالإذعان لطامح يقول إنه ابن النبي، ذلك أنه ليس للأنبياء أبناء.

هول وشائعات، ولقد نصبت شعارك وصرختك ومدافعك في همدان لكن صنعاء لن تسقط ولن تزغرد لكتائبك يوماً.

في البلد آلاف الشهادات العليا وآلاف الشعراء والتقدميين وعدد كبير ممن لم يفقدوا ثقتهم في الحلم المدني بعد، ولن يمنحوك مصيرهم نكاية بأي من القوى التقليدية التي تسعى أنت لامتصاص قوتها في روحك المتوثبة على اليمن، قوة تقليدية سلالية تسعى لتسقط النظام الذي لم يسقطه شباب الساحات، ولكن لتعيد تأسيس نظام إمامي لا تظن أن اليمن غفرت له، هكذا فجأة بسبب القوى الخرقاء التي قفزت على الحلم وتوشك أن تقدمه إليك أو أنك تظن أنها ستفعل.

ما يحدث في الليالي الأخيرة كبير وخطير، لكن اليمن أكبر من شهيتك وضعف عبد ربه وأخطاء الإصلاح لن تمنحك بلداً بهذه التجربة والإصرار على الحياة.

قد تقترب من وهمك كثيراً لكننا لن نستسلم لأنك وصلت همدان.


قد يصل الشر إلى همدان لكنه لن يقتحم هذا القلب الذي لا يزال، رغم الجراح، مشبعاً بشيء اسمه اليمن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق