محمود ياسين
كيف أؤكد أنه لا علاقة لريمة حميد بعملية
وزارة الدفاع؟
تلقي الاشتغالات الموجهة بشيء اسمه
"ريمة حميد" في طريقك لتفرغ بعدها لنفي "ريمة حميد" واستبعادها
وإيضاح أنك لا تدافع عن علي عبدالله صالح الذي تم اختزال وجوده مؤخراً بعنوان اسمه
"ريمة حميد" وريمة حميد هذه قرية في سنحان على هيئة موقع تتواجد فيه عناصر
حراسة علي عبدالله صالح، وفيها أسلحة بعضها ثقيل ويريدون منك الزج بعقلك في فرضية ساذجة
كهذه وكأننا مجموعة مذلولين علينا الانصياع للإرهاب التحليلي، والرضوخ لسخف تحميل ريمة
حميد، أقول كلمة "مذلولين" انطلاقاً من اعتماد المتبنين لفرضية ريمة حميد
على خوفنا من نفي فرضية كهذه بسبب خوفنا من أن نبدو مدافعين عن صاحب ريمة حميد، وضمن
ابتزاز طويل المدى بدأ من الأيام الأولى لما عرف بالربيع العربي ، ابتزاز نفسي وترهيب
للمنطق الذي يقابله ابتزاز مضاد يحاول إقناعك أن هادي هو من استدعى الإرهابيين لاقتحام
وزارة الدفاع ليحصل على سبب للتمديد.
ترهات.. ترهات.. ولقد فرخ هذا الربيع جحافل
من المحللين والساسة المختبئين خلف الكيبوردات متبادلين شكلاً من اللمز الأخلاقي يسمونه
موقفاً ويحتاج هذا الموقف السقيم لجملة تحليلات على غرار "ريمة حميد".
لقد أعلنت القاعدة مسؤوليتها، وضمن ما نلمسه
من منهج عمل عنيف مكرس للداخل ومستبدلاً الأمريكيين بوكلائهم في اليمن، وأصبح كل جندي
وكل ضابط يمني وكيلاً للكافر وأصبح هدفاً مشروعاً.
ناهيك عن رغبة القاعدة الوصول لما تعتقده
مركز عمليات الطائرات بدون طيار، أو مركز توجيهها وتزويدها بالإحداثيات، إضافة لإحداث
صدمة في قلب النظام وضمن السعي لتثبيت فكرة الوصول لكل موقع مهما بدا محصناً لإسقاط
مفهوم الحصانة في وجه التنظيم كمبدأ.
مع تنظيم كالقاعدة لا يمكن البناء على القاعدة
الذهبية، التي تقول "ابحث عن المستفيد" فهي تتصرف وفقاً لخيارات مرتجلة قد
تخلط الأوراق، لكن دون أن يكون هناك كيان سياسي يدفع القاعدة لعملية تخلط الأوراق،
وإن استفاد طرف من هذا الخلط فلقد حصل على ميزة عملية إرهابية لم يكن وراءها، إذ لا
أحد وراء القاعدة وإن تمكن من التواصل معها بمستوى ما أو حتى التعاون معها بمعلومات
استخباراتية لكن لا أحد ينتقي للقاعدة هدفاً.
لست هنا بصدد إثبات مسؤولية القاعدة عن
عملية أعلن التنظيم مسؤوليته عنها، وكان الباعث للاستياء هو موجة التجديف والبناء عليه
وضمن عملية قيادية تومئ للكثيرين بهذا النوع من التحليلات التآمرية التي تشير بإصرار
نحو علي عبدالله صالح مع كل عملية ومنذ الدقائق الأولى، وبلكنة متحاذقة تدعي التعالي
على من لا يرون الحقيقة البسيطة الناصعة، وفي كل مرة يتبادلون تحليلاً مقتضباً مفاده
أن الموضوع لا يحتاج لتحليل، وما عليك سوى التفكير بعفاش ومؤخراً "ريمة حميد"
ضمن انتقال من إذانة اللقب الذي ألقي عليه القبض متلبساً بتهمة أنه ليس "أحمر"
وانتهاء باسم قرية في سنحان فيها موقع حراسة ومتفق بشأنه مع هادي وبعلمه، ولكن علينا
التفكير بريمة حميد هذه وكأننا نفكر بقاعدة بجرام الجوية أو العند.
لدينا بلد يجدر بنا الدفاع عنه، ورئاسة
نحتاجها ممثلة لدولة ولو مؤقتة تحفظ المتن ولو في لحظة اهتزاز، وليس علينا مقايضة أمننا
أو تماسك بلادنا بالكاد مقابل ما نريده أو ما لا نريده من القوى أو مشروعات العزل السياسي
والتمديد. نحتاج لبعض الفصل بين ما هو سياسي ووطني وينقصنا أيضاً بعض المنطق التحليلي
اللائق، وأنا هنا لا أمنح نفسي الحق في نبذ حق الآخرين في التحليل المختزل رؤيته في
"ريمة حميد" فذلك حقهم لكنني فقط أمارس حقي في رفض التبسيط الممتحن لجهاز
الإنسان الإدراكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق