السبت، مارس 01، 2014

وقفنا إلى جانبك فخذلتنا


محمود ياسين

حتى الكسالى منا والثوريون خرجوا لانتخابك مدركين أنك حتى اللحظات الأخيرة كنت تدير عمليات قمع مظاهرات الثورة، وترسل الوحدات باعتبارك نائب الرجل المخدر في غرفة الإنعاش.

قلنا ربما نحظى برئيس توافقي كان مضطراً وسيكون مسؤولاً عن زمن جديد بلا تصفية حسابات.

لم تتخذ قراراً صائباً في الجنوب، ولم ترد مظلمة، ولم تعد مبعداً ولم تنتزع أرضية واحدة من يد ناهب، وتركت الجنوب يتفاقم وأنت تحدق فيه ليس بعيون الرئيس ولكن بضغائن ورواسب يناير86.

قلنا لك أنت ملاذنا أملاً في حثك على أن تكون الملاذ، فرحت تشتري الولاءات وتذرع المسافة بين الستين والسبعين تاركاً الدولة لمصير التفتت.

تطايرت جثث جنود الأمن المركزي ولم تفعل شيئاً، وتطايرت أحلام ربيعنا اليمني على منهجك في المحاصصة وتبديد المال العام.

قمت بتفتيت جيش اليمن مستأثراً بنخبته الجاهزة لحراستك.

حاولنا استنهاضك بالمقالات، وبالمناشدات أن تحمينا من هذه الغيلان المتوثبة في كل مكان فرحت تلعب دور الوسيط بين هذه الغيلان، وكأنك لم تتمكن من الامتلاء بشخصية الرئيس.

تركت للإصلاح ولعلي محسن وظيفة انتقال قوة الأجهزة، وتركت للاشتراكي اختيار طريق الجنوب القديم، وتركت للحوثي القفز إلى مشارف العاصمة.


وكأنك فقط أمسكت دفة السفينة بنية استخدام قارب النجاة الذي أمنته لتقفز وحدك في عرض المحيط، تاركاً السفينة المخروقة بمن فيها يواجهون قدرهم في قلب العاصفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق