الجمعة، مارس 28، 2014

الورافي هو الحل


محمود ياسين

نصحته بإظهار بعض الغضب بدلا من تعقله المفرط حد الاستلاب، فكسر يد أمين الصندوق بسبب خصم من راتبه.

هو الآن في السجن، وأمناء الصناديق أقل تسامحا في العادة.

أخبروني أنه سأل عني من وراء القضبان، وأنه يكاد يفقد عقله بسبب تواجد سجين مجنون معه في الزنزانة، ويشك أنه ابن عم أمين الصندوق.

ربما يجدر بأحدنا أحيانا تأجيل بعض الدعوات الثورية، وترك المذعن لوقت آخر، حتى لا ينتهي به الأمر تحت رحمة مجنون.

هو يريدني أن أكتب ضمانة تخرجه من السجن، ودعاة الحرية غالبا غير ملزمين بضمانة الثورات.

أرسل إلي الآن تحذيرا أنه ما لم أبادر لإخراجه من السجن، فسينضم للحوثي من وراء القضبان. يبدو أن أزمته قد تفاقمت حقا لدرجة تسييسها، هو بهذا التحذير كأنه يهدد ما يظنه هلعي من تكاثر الأنصار، إذ يبدو أنه بنى هذا على كتاباتي الأخيرة، فرددت عليه: أنت حر. دون أن أتجشم عناء تفصيل المظالم وخيارات المظلوم الانحياز لمن يشاء، هو ليس مظلوما أصلا، والعمر أقصر من تبديده في إقناع متحرر بالغ في ردة فعله، أن العدالة الحوثية التي ينشدها الآن، هي لا تزال جغرافية بدرجة ما، ولم تصل لسجون صنعاء، إضافة لمعرفتي أن المجاهدين الأنصار قد لا يجدونه مظلوما لمنحه عدالتهم الميدانية المرتجلة، فهم قد يحكمون بكسر يده على مبدأ العين بالعين. هو في سجنه قد لا يصغي لهذا النوع من التوضيحات، فالعالق المتورط قد يخطر له أي حل، ولو افتقر هذا الحل لأية معقولية.

في حال كتبت ضمانة، فذلك لأجل الأيام الخوالي والقيلات، والحؤول بينه وبين انهياره، وليس بينه وبين الحوثيين. لديه أطفال على أية حال، ولقد أمسى على أحدنا لفلفة بعض متعلقاته الثورية القابلة لإعادة التأهيل والإذعان، مع تأكيدي على مبدأ أننا لسنا ملزمين بضمانة أية ثورة ندعو إليها.

في اتصال هاتفي بأمين الصندوق، نصحته بالسفر فورا إلى إب، والبحث عن الورافي الذي سيجبر كسر يده في دقائق، وببراعة، وأبديت استعدادي لكتابة ضمانة بهذا، إذ يمكنك ضمانة الورافي من خبرتك في براعته وبساطته كأي مجبر كسور، ليس بتعقيدات الثورة وإشكالاتها التاريخية.

أبدى المكسور تسامحا غير متوقع من إنسان أمضى وقتا طويلا جوار الصندوق، لكنه بالمقابل طلب خدمة إنسانية، وهي أن أكتب بقلمي الحر إشارة للمغرضين الذين شوهوا سمعته في بعض المنشورات، بسبب أغراض حزبية. قلت لنفسي: "يبدو أن هذا الإخفاق الثوري سيورطني في الدفاع عن الفلول". ويبدو أنه ما من خط فاصل كفاية بين الطرفين ليتبين أحدنا مركزه النقدي وموقع تحيزه أثناء ظهور طرف ثالث قد يراود الطرفين بوصفه ملاذهما معا.


القضية بسيطة، ويبدو أنني بالغت في الإحالات والرسائل الضمنية، بينما قد يتعرض صاحبنا لانهيار، ليس بسبب التداعيات، ولكنه وهنه الداخلي. سيتنازل أمين الصندوق على أية حال، وسيقوم الورافي بجبر معضلة لا تحتاج لكل هذه السياسة والأطراف. إذ قد ينجح الورافي في ما أخفقت فيه التحولات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق