محمود ياسين
أتساءل أحياناً: لأجل من؟
هل تدافع عن الوطن أم تدافع عن استقرار شخص أصبح المسؤول الفعلي في مؤسسة إعلامية وهو الذي نشر له زملاؤه المتخرجون من كلية الإعلام موضوعاً باسمه في مشروع التخرج لأنه لا يستطيع إنجاز موضوع، ثم اتصل بهم مستنكراً لأن ثمة مواضيع أجمل كان ينبغي عليهم تذييل أحدها باسمه.
لا تكف عن مصادفة صور مختلفة يقدمها لك جيل لا هو جيل إسلامي متزمت ولا قومي ولا هو جيل موضة رخوة أو رفاق كراهية عدو خارجي.
لسنا أيضاً أبناء موجة الليبرالية الحقوقية الذين يعيشون على حساب ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
نحن بلا صيغة من نوع ما، ليبقى الارتجال نمط حياة وخيارات، وشيئاً من اعتماد ردة الفعل كسلوك إيضاحي مصاحب لماكينة الحياة اليومية المعطوبة.
تصادف ناهب أراضي عدن في مقيل فتود لو تكرهه بما يكفي، غير أنك قد تأخذ منه كرت تلفوناته، مردداً: فرصة سعيدة!
ثم إنه سيعتقدك فاشلاً على كل حال، فهو على يقين من كونك لم تزر مكتب مصلحة أراضي وعقارات الدولة يوماً.
وفي الطريق إلى البيت سيخبرك أحد الزملاء الكريمين أن هذا الرجل هو من ينبغي عليه الدفاع عن الوحدة الوطنية لا أنت.
زميلك هذا من جيلك ويفكر بدماغ جيل نهب الأراضي، وعلى طريقة زمن يفصله عنه ثلث قرن.
قبل سنين اعتقد البعض أن جيل الرياضة هؤلاء هم جيلنا. مساندي فريق الناشئين المسافرين على الدوام وذوي المهارات الفائقة في اختيار عطورهم.
أمثال حافظ معياد ومحمد عبدالإله القاضي ونعمان الصهيبي وعبدالقادر هلال.. والأخير لا يكف عن الانهماك في إيضاح أن جهوده بشأن الوحدة الوطنية لا تهدد القريبين من الرئيس.
لقد أصبح أمر نشاطه الزائد أنشوطة بيد خصومه، وأصبح عليه إثبات أشياء يستحيل إثباتها.
شيء من قبيل أن طموحاته السياسية لا تتجاوز بوابة الإدارة المحلية.. على أن الأمر هو مجرد اخلاص الرجل لعمله. وليس ما يصوره خصومه على أنه سعي لإنجاز طموحات مريبة.
الرجل ذكي، ويستيقظ عند السادسة، ويدرك إلى أي مدى يمكن للأخطاء في الجنوب توريطنا جميعاً.
ما يهم أننا اعتقدنا أن الأسماء تحدد طرائق جديدة في لعبة الأجيال، غير أن اللاعبين القدامى لا يزالون بكامل حيويتهم، ونحن على مقاعد الاحتياط عاجزون عن تبادل الحب والكراهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق