صراع في التاريخ!

محمود ياسين

sayfye@gmail.com

هذا سيء للغاية وقد يفضي الى مذابح بين الإصلاحيين والحوثيين ، كيف يمكن تداعيات هذه اللعنة التي بدأت للتو في تهديد حياتنا ، سيتمكن هذا الصراع من ازاحة كل مقولات الحداثة والتغيير وبدلا من طباعة كتب التحولات الثقافية سنجد نسخا من شروحات تراثية واعادة تفسير ابن تيمية للمرة الألف ولن يتصارع على من يمثل الديمقراطية اكثر اذ سنعود للبحث في العقائد المجروحة وتجبير كسور الفتح بدلا من الإهتمام ببلدمكسورفي صلب وجوده.
يقوم احدهم يشتم حين الحوثي هكذا مستخدما مصطلحات من ذلك النوع المستخدم في اسواق القات ، وسيعتقد اول حوثي ان هذا الشتام قد خرج للتو من احد مقرات الإصلاح إثر اجتماع حزبي مع ان الرجل قادم من زقاق في الموصل في القرن الثالث الهجري مباشرة الى الفيس بوك.

لقد كتب محمد العلائي عن غياب الإصلاح الرسمي تاركا لهذا النوع من المجتهدين التعبير عن حالة ينتظرها كل المستوحشين من الإصلاح ، ضننت بعد فراءة مقالة العلائي ان اجتماعا خطيرا سيعقد فورا بعد ان كشف لهم الكاتب فداحة استخفافهم التاريخي بقنواتهم الإعلامية ، لكن شيئا من هذا لم يحدث وسيكون من السذاجة بمكان تفسير هذا التصعبد على انه نتاج للإهمال الإعلامي فحسب ، اكد اضن ان ضغيتة بين الإخوان والحوثيين تجعل من امر الصراع حتميا ما ان يسمع اي حوثي اسم الإخوان الا ويكز على اسنانه وكأنه سمع اسم زوجة ابيه ، ويجعلك تدرك كم انك لاتفهم وتتساءل ماالذي يفقد الطرفين صوابهم الى هذه الدرجة .

هناك اشياء تتجاوز خشية الصلاح الا ان حقدا تاريخيا سيدخل في هذه العملية الحقيرة التي لم يتفهمها أحد ، هناك احتقان مسبق يحتدم في صدور المثقفين الليبراليين وعند الناشطين الحقوقيين لهذا العنف المحتمل ولا تدري مالذي يمكنك فعله لإيقاف الأمر.

لقد مضى علي أكثر من 10 سنوات في الكتابة ، ولدي أصدقاء بالغو التاثير في الرأي العام لكننا لاندري كيف نتواصل مع عبد الملك الحوثي ويتورط احدنا في الطريق الى الحوثي في نوع المكارحات الغبية كأن يقول لك احدهم في تعليق ماكيف تنادي الحوثي بصفة اخي! وبدلا من التصرف بشخصية المناهض للعنف لا تدري الا وقد قادتك ذرجسيتك للدخول مع هذا الأحمق في مشاتمة تذكرك بما حدث ذات يوم بين زوجة الجزار وزوجة عدل القرية ، التي كانت سيأة السمعة لكنها من عائلة مناصب وكانت الجزارة تصرخ وتحاول اثبات حقها في المنصبه وفقا لمعيارقدرتها على التحكم في السروال.

نوع من ارث حقيريجعلك تصنف حتى عبد الكريم الخيواني على انه حوثي وهو صاحبك المثقف الذي اختطفه الرئيس اكثر من مرة وكان عبد الكريم على مدي سنوات يمثل ايقونة لضحية انتهاك حرية الراي ، يأتي هذا الميراث ليحول بينك وبين ما يفترض انه شريكك في حلم واحد ، وإن اي هاشمي حوثي بما في ذلك عبد الوهاب الديلمي الإخواني لدرجة ان يصاب أحدنا بالرعب من جهامة الإخوان ، ويتكئ أغلب اليمنيين على مقولة شائعة بشأن خطورة الهاشميين ويستند بعضهم الى دليل ساذج للغاية حين يهمس في أذنك كان يجي المتوكل خطيرا وهكذا يشكل التراث المغلوط الى درحة كبيرة مستوى تقبل الأطراف لبعضها.

لوكان صراعا حزبيا فذلك يعني ان امرا عاديا يحدث ، وليته يتحزب هذا الصراع ويفصح عن نفسه في الصحف ضمن عمل اعلامي يكشف ان جماعتين سياسيتين تخوضان صراعا ، اما هذا الحاصل الآن فهو يتكئ على مخزون شعبي يعتمد فصلا من كتاب سري تم تأليفه اثناء اجبار الإمام علي على مبايعة ابي بكر.
ويحاول الطرفان بطريقة او بؤخرى لعب دور اللا مبالي ازاء كارثه تراثية ستتحول الى مذابج من الحاضر .
لايبو حقا ان هناك جاهزية لدى الحوثيين لأن يكونوا ساسه الآن ، ولا يملك الإصلاح حس الشعوربمخاطر مصارعة الحوثيين وتركة الرئيس في آن واحد.

31 ديسمبر 2011