الأربعاء، فبراير 22، 2012

أمريكا قد تكون الملاذ!

محمود ياسين
sayfye@gmail.com

صنعاء أصبحت مقرفة للغاية.. الحصبة هذه واحدة من أسوأ الأماكن في المجموعة الشمسية ومحاولة التصالح فيها يشبه التعايش مع زوجة عمرها خمسة وستين سنة تضطجع إلى جوارك بعد أن تضع طاقم أسنانها في إناء زجاجي.
لطالما فكرت في أمريكا وأقول هناك ولايات اسمها جذاب للغاية لويزيان ونيوانجلاند والطرقات واسعة ومفتوحة على حاجتك الماسة للركض أمام واجهات المنازل.
يتضمن الحلم الأمريكي كابوسا. كأن ينتهي بك الأمر نائما تحت جسر وإلى جوارك متشرد خرج للتو من السجن بعد نجاته من تهمة قتل المهاجرين.
أعرف أنه لن تكون جنيفر أنيسون في استقبال وإنني قد انتهت إلى عامل في محطة وقود مرسوم على ظهري شعار " شعار" وقد أمضي سنوات في العودة وحيدا إلى غرفة مكتظة بقناني البيرة الرخيصة وأعقاب السجاير غير أن إلحاح أمريكا لا يفارق من وصولوا إلى قطيعة كاملة على المكان الذي هم متورطون فيه. وهل هناك أسوأ من ورطة الحصبة والوايت المتهالك الذي أمربه كل يوم والبيت الذي قبل بيتي وفيه رجل أسمع صراخه كلما مررت وهو فيما يبدو يصرخ بسبب من أن الدور الثاني من القرميد الأحمر والدور الأول كله اسمنت صبة مصمته ويفصح البيت الذي يعرقل سيري كل يوم يشبه صاحبه في تعمد الصراخ لدرجة اعتقادي أنني سأمضي بقية حياتي إلى جوار بيت يعاني البواسير.
المرحلة الأخيرة هي تأكدي المرضي من وجود كلمة (TOYOTA) على مؤخرة سيارة حمراء هايلوكس لكأنها وضعت عمدا لتنويمي مغناطيسيا. بودي لو أحصل على مساء بلا (TOYOTA) أتأكد من سحبه............ إلى الأسفل وقد أتساءل أحيانا على سبيل معايشة بلادة الورطة.. أتساءل عن كم المكاسب والنقود التي يحصل عليها صاحب مصنع تويوتا وما أن أحصل إلى متكئي اليومي حتى أكون قد مررت بكل ترهاتي المتكررة مستحضرا إسم منير الماوري الذي في أمريكا بعد أن ضموه للمجلس الوطني في اليمن.
ذات يوم أزخت أمريكا مؤقتا واقترحت دولة بانجو واسم بادنجو هذا لا يصلح لدولة بقدر ماهو دغل تحلم بصمته وتقافزك بين أشجارة وتنام هناك ثلاثة أيام أو أكثر دون أن يكون عليك أن تبدو حاذقا.
الآن سيبدأ القراء الأعزاء في معاملتي بشفقة وكأنني أكشف نفسي التي لم يتوقعوها فقد ارتبطت عندها برباطة الجأش والكتابات التي تشرح الواقع وما شابه.
مضى زمن وأنا لاأدري من ورطني في مهمة تصحيح مسار الثورة أصل إلى الحصبة والكهرباء منقطعة والبطارية في التلفون قد فرغت تماما وأنا أفكر بتصحيح مسار الثورة وهذا يمكن أن يقضم مما تبقى من أحدنا مثل كل المهام المكرسة والتي بلا جدوى.
أعود إلى أمريكا ليخطر لي الجسر ومسارح البرودواي وأفكر أن ثمة مفاجأة يقدمها الحلم الأمريكي كأن يقوم أحدنا باقتفاء أثر الكاتب فلا ديمير نابوكون من الحياة في بيت أرملة لديها مراهقة اسمها لوليتا والتورط في مغامرات الحلم الأمريكي ومأساوية ضمير الكاتب.
كأن أجلس أمام المدفأة أكتب في الرواية العظيمة عن ضياع المهاجر وليالي الهمبرجر والشعور بالضآلة وكيف أن صخب أمريكا لا يدري عنك شيئا ولا حتى مواطنيك في ميتشيغن الذين لم يعد بوسعهم التصرف معك بشهامة وهكذا تحضر أفكار غريبة تصلح كابوسا ممزوجا في حلم يحتاجه أحدنا ولو للهر الذهني.
بدأ صديق ما يهمس في أذني بحاجته لأن يعيش الحلم الأمريكي وظننته يفكر في هوليود فطالما اقترح علي سيناريوهات أفضل لكل فيلم شاهده غير انه يريد تكرار تجربة أوباما وبدأ يتصرف فلحظة سرد هذا الحلم بطريقة غريبة لدرجة أنه أشار بيده استعلاء على مجرد التفكير في السينما الأمريكية.
أنا أصلا أبحث عن رفيق وجودي ملعون ب........... وخفة التواجد ناهيك عن المجازفة بجسده مقابل النجاة من ورطة شارع الرباط وشراء روتي يمني كل مساء أما هذا فيريد أن يصبح أوباما..لذلك يجدر بأحدنا تأبط أحلامه وحيدا بلا حاذقين يريدونه مثل بطنك المنتفخة التي تحول المهربات إلى طموحات عظيمة ...
يوما سنحصل على نصيب من الحلم الأمريكي وقد يتمكن أحدنا من إمضاء بقية عمره على ظهر سفينة في أعالي البحار أو قبطانا ينقل المهاجرين غير الشرعيين من جامايكا ..
ويجدر بالرجل أن احتمال متاعب البداية الشوق إلى البلاد وتأتأة الإنجليزية واحتمال أسود يقلع عينك لأجمل خمسة دولارات.
الفتيات الجميلات ليست قصد الهارب وأعرف أن ثلاثينيات العمر وهذه البنية الجسدية والتي تشبه بيتا في شعوب لا تؤهلك للمبالغة في تقدير سماحة الفردوس الأمريكي.
ثمة صرامة وشتاء قارس ومذلات ونحن هنا قادة رأي قد تتصرف معي أمريكا كما تفعل مع كيس زبالة غير أنها في كل الأحوال لن تكون الحصبة ولن تكرر أسئلتها الغبية كما تفعل صنعاء كل مساء.

6 فبراير 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق