محمود ياسين
sayfye@gmail.com
أفكر في تفاصيل الحياة الأكثر بهجة. إنها مهملة تماما ونحن منكوبون على الثورة، لا أظن اسما غير الإنكباب يمكن إطلاقه على هذه الجدية.
أين الروايات والتفكير الذهاني في المراهقة والبياض البهيج؟ وكأن دنيا الثورة أصبحت نوعا من التجنيد الإجباري، وكأن التفكير فيما سيقوله الثوار إزاء تمجيد مباهج غير ثورية أشبه بالتجول في أحد فصول رواية المحاكمة التي يبحث فيها أحدهم عن جريمة ملائمة للعقاب الذي ينام معه ويقطن ذهنه ملونا نزعته الأيروتيكية برمادية العجز.
إن واحدة من العادات السيئة للثورات هو تحولها المزاجي الجاد إلى وسوسة مفرطة العدوانية تنتقل من أدمغة الثوار وطباعهم إلى خلق وطني وتهديد عام يشبه القدر الكابي في حدته وحمقه.
لعل الصمم شكل للحياة بعد الثورات، الصمم تجاه تفاصيل دنيا بغير إصغاء وكأنها صعلكات مراهقين أثناء تشييد البني العظيمة.
لا يمكنني هنا الدفاع عن محاولة الفتاة المصرية علياء المهدي تضمين العري في قائمة أهداف الثورة، وسأجرب منطقا غالبا ما يجربه الجبناء حين يصفون العري الذي قدمته علياء باعتباره سلوكيا ثوريا وليس محض فسق، منطق مزعوم يفسر الإنسان على انه بعد الثورة مجرد أداة للمثل الثورية بمعزل عن إنسانيته وحتى نزقه، لا أستبعد هنا قيام أحدهم بتثبيت علياء المهدي على قائمة الشرف الثوري باعتبارها < الشرف عاريا> يمكن اقتراح وصف ثورة عارية ومبادئ لا تحتمل البيكيني، هذا مقرف للغاية ونحن نصبح مجرد غاية، غاية لكل زمن وسلوكيات يتم احتسابها فورا على اتجاه له علاقة بالعظمة مع إدراكي الواقعي الآن انه ما من ايروتيك شرق أوسطي بدون ثورة غير أن المعضلة الأيروتيكية هي في أن شركاءك الإسلاميين في الثورة لا يحتملون السيقان العارية فما بالك بجسد علياء كما هو فاتن وصقيل مثل حقيقة قفزت من اللا وعي إلى واقعية الحياة المتحولة برفقة الإسلاميين.
لدينا هذا الولع الدعائي بالمسرح والسينما والانخراط السري في جماعة من يرفعون قبعاتهم لعلياء المهدي، لاحظ إننا نرفع قبعاتنا على الطريقة الغربية كتحية لعمل غربي يمور منذ زمن في عوالم الشرق الأوسط السفلية، ومن الآن وتقديرا ألإسلاميي الثورة ودورهم في حماية الساحات سنقايض قبولهم بأغاني أيوب طارش الثورية بكل مخزوننا الانفعالي تجاه تابو الجسد والخدش وكل الذي تواطأنا عليه طيلة أعوام من الكتب ومباركة الهتك وشتم المقدس.
مقايضة مجحفة معرفيا. أما في الواقع فنحن لا نكترث، ذلك أن أخطر ليبرالي سيكسر رأس أخته لو انكشف شعرها يجادل السياسيين ويبرع في فضح المشترك ويسهب في مناغمة فيلم " أشياء عليك القيام بها في دنفر حين تكون مينا"، اسم طويل لكنه يفي بالغرض الاستعراضي الآن، المهم انه هذا الليبرالي المزعوم لا يشعر بأي انتصار أثناء قيامه بكل الأنشطة الليبرالية ذات الصلة بقدر ما ينتصر في الفراش محققا ذاته أثناء الفحولة فقط. إننا نقتات الوهم الليبرالي ونمضي حياتنا على موارد البداءة والتقليدية وربما البيئية المحلية سمها حتى الانتهازية. يمكن إيضاح هذه الانتهازية التي أضنها قلة حيلة هكذا: لقد عاد مثقف ليبرالي إلى بيته وكانت زوجته قد سمعت حديثا نبويا يدعوها ويلزمها بالركوع لزوجها وحصل على ليلة هادئة ممتعة على حساب توجيه متخلف تم انتزاعه من كلام نبي لا ندري كيف نتجنب محاولة الإسلاميين الإيقاع بيننا وبينه.
المهم أن الحياة قبل الثورة او بعدها لا تزال تدين بسيرها للموارد التقليدية، نقود أحاديث وموارد بشرية منظمة ومدربة. لسنا نعاني انفصاما في الشخصية ولن نعلن يوما تخلينا الطوعي عن الليبرالية غير أن الرضوخ لقدر الحياة في الشرق الأوسط ليس عملا حكيما بقدر ما هو استجابة لحسابات القوة والمارد ويبدو والحال هذه إن ضروب الحياة المبهجة من الآن ستتحول إلى طقوس جماعات سرية يمكن ممارستها بشكل فردي مؤقتا.
أين الروايات والتفكير الذهاني في المراهقة والبياض البهيج؟ وكأن دنيا الثورة أصبحت نوعا من التجنيد الإجباري، وكأن التفكير فيما سيقوله الثوار إزاء تمجيد مباهج غير ثورية أشبه بالتجول في أحد فصول رواية المحاكمة التي يبحث فيها أحدهم عن جريمة ملائمة للعقاب الذي ينام معه ويقطن ذهنه ملونا نزعته الأيروتيكية برمادية العجز.
إن واحدة من العادات السيئة للثورات هو تحولها المزاجي الجاد إلى وسوسة مفرطة العدوانية تنتقل من أدمغة الثوار وطباعهم إلى خلق وطني وتهديد عام يشبه القدر الكابي في حدته وحمقه.
لعل الصمم شكل للحياة بعد الثورات، الصمم تجاه تفاصيل دنيا بغير إصغاء وكأنها صعلكات مراهقين أثناء تشييد البني العظيمة.
لا يمكنني هنا الدفاع عن محاولة الفتاة المصرية علياء المهدي تضمين العري في قائمة أهداف الثورة، وسأجرب منطقا غالبا ما يجربه الجبناء حين يصفون العري الذي قدمته علياء باعتباره سلوكيا ثوريا وليس محض فسق، منطق مزعوم يفسر الإنسان على انه بعد الثورة مجرد أداة للمثل الثورية بمعزل عن إنسانيته وحتى نزقه، لا أستبعد هنا قيام أحدهم بتثبيت علياء المهدي على قائمة الشرف الثوري باعتبارها < الشرف عاريا> يمكن اقتراح وصف ثورة عارية ومبادئ لا تحتمل البيكيني، هذا مقرف للغاية ونحن نصبح مجرد غاية، غاية لكل زمن وسلوكيات يتم احتسابها فورا على اتجاه له علاقة بالعظمة مع إدراكي الواقعي الآن انه ما من ايروتيك شرق أوسطي بدون ثورة غير أن المعضلة الأيروتيكية هي في أن شركاءك الإسلاميين في الثورة لا يحتملون السيقان العارية فما بالك بجسد علياء كما هو فاتن وصقيل مثل حقيقة قفزت من اللا وعي إلى واقعية الحياة المتحولة برفقة الإسلاميين.
لدينا هذا الولع الدعائي بالمسرح والسينما والانخراط السري في جماعة من يرفعون قبعاتهم لعلياء المهدي، لاحظ إننا نرفع قبعاتنا على الطريقة الغربية كتحية لعمل غربي يمور منذ زمن في عوالم الشرق الأوسط السفلية، ومن الآن وتقديرا ألإسلاميي الثورة ودورهم في حماية الساحات سنقايض قبولهم بأغاني أيوب طارش الثورية بكل مخزوننا الانفعالي تجاه تابو الجسد والخدش وكل الذي تواطأنا عليه طيلة أعوام من الكتب ومباركة الهتك وشتم المقدس.
مقايضة مجحفة معرفيا. أما في الواقع فنحن لا نكترث، ذلك أن أخطر ليبرالي سيكسر رأس أخته لو انكشف شعرها يجادل السياسيين ويبرع في فضح المشترك ويسهب في مناغمة فيلم " أشياء عليك القيام بها في دنفر حين تكون مينا"، اسم طويل لكنه يفي بالغرض الاستعراضي الآن، المهم انه هذا الليبرالي المزعوم لا يشعر بأي انتصار أثناء قيامه بكل الأنشطة الليبرالية ذات الصلة بقدر ما ينتصر في الفراش محققا ذاته أثناء الفحولة فقط. إننا نقتات الوهم الليبرالي ونمضي حياتنا على موارد البداءة والتقليدية وربما البيئية المحلية سمها حتى الانتهازية. يمكن إيضاح هذه الانتهازية التي أضنها قلة حيلة هكذا: لقد عاد مثقف ليبرالي إلى بيته وكانت زوجته قد سمعت حديثا نبويا يدعوها ويلزمها بالركوع لزوجها وحصل على ليلة هادئة ممتعة على حساب توجيه متخلف تم انتزاعه من كلام نبي لا ندري كيف نتجنب محاولة الإسلاميين الإيقاع بيننا وبينه.
المهم أن الحياة قبل الثورة او بعدها لا تزال تدين بسيرها للموارد التقليدية، نقود أحاديث وموارد بشرية منظمة ومدربة. لسنا نعاني انفصاما في الشخصية ولن نعلن يوما تخلينا الطوعي عن الليبرالية غير أن الرضوخ لقدر الحياة في الشرق الأوسط ليس عملا حكيما بقدر ما هو استجابة لحسابات القوة والمارد ويبدو والحال هذه إن ضروب الحياة المبهجة من الآن ستتحول إلى طقوس جماعات سرية يمكن ممارستها بشكل فردي مؤقتا.
نشر بتاريخ
4 فبراير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق