الأربعاء، يونيو 13، 2012

رايح بيا فين؟

محمود ياسين

إلى أين تمضي اليمن؟

لا أحد يملك إجابة لهذا السؤال المصيري؟ وهل السؤال مصيري حقاً؟ وإذا واصلنا على هذا النحو وهذه المتتالية من الأسئلة سنعود إلى حيث يرضخ العقل لقدره.

القدر الغائم لعقلٍ جماعي يشبه أغنية آمال ماهر (رايح بيا على فين؟) أنا لا أملك إجابة وصديقي يحاول بدافع مقاومة أن يبدو ذهنه عاجزاً عن تكوين صورة لمسار البلد، فيرسم خطوطاً ودوائر تحليلية عن مجموعة قوى يبدأها من صعدة حيث يسيطر الحوثيون مروراً بالعاصمة، حيث تتنامى قوة أبين داخل جسد الدولة المثخن ويحدثك كيف أن مراكز القوى القديمة خسرت علي عبدالله صالح الذي كان ظهراً لها وانتهاء بتمركز القاعدة في أبين.

أكثر المحاولات التحليلية وأكثر الإجابات المجتهدة تتحدث عن حالة من قوى هنا وهناك، بعضها يريد اختراق الدولة الجديدة والبعض يحاول حكم ما تحت يده ضمن تربص واستعداد لتغيير التحالفات.

أخبرني ذهن لا يدعي أنه ذكي البته أن مستقبل تحالفات القوى سيأخذ في المستقبل شكلاً من الاصطفاف ضد حزب الإصلاح. وأن هذا الحزب يعاني حالة من (الدواعة) وهو قد استخدم الكلمة بين القوسين في توصيف استيائه النابع من حرصه على الإصلاح وهو يتصرف بطريقة من يصر على دفع الجميع للاصطفاف بوجهه..

حديث هذا كله لا يقدم إجابة ما لسؤال (إلى أين تمضي البلاد؟).

شخصياً: أعتقد أن بلادنا تمضي باتجاه ما سيتم تسميته في القراءات التاريخية بأزمة (أحمد علي)..

كونه ابن الرئيس السابق ووريث نظامه ونجاته من عاصفة الثورة وارتباط اسمه حتى في أذهان الناس بما يشبه البدر الذي ظل يقاوم ثورة سبتمبر- وكان بقاؤه هو ما منح الملكيين أملاً وذريعة وسبباً لمقاومة الثورة.

بقاء أحمد علي يمثل رمزية ولافتة لبقاء مجموعة أبيه ضمن ما يشبه مؤتمر حرض الذي أفضى لمشاركة الملكيين في حكومة الجمهورية..

وشخصياً أيضاً: أعتقد أن رموز المشترك يفتقرون لشجاعة إخبارنا أن اتفاقاً أشرفت عليه أمريكا والإصلاح ساذجاً للغاية قد أجبرهم على القبول ببقاء أحمد علي.

وسيكون الإصلاح ساذجاً للغاية في حال اعتقد أن اتفاقاً ببقاء أحمد علي سيمنحه ميزة استبقاء علي محسن واستخدام فرقته الأولى كغطاء لتسلل الإصلاح إلى الجيش.

حتى ان الأيام تمر، وبدأنا نعتاد بقاء أحمد علي وهذا خطير للغاية وكأن وعينا الباطن يتدرب على تفهم حاجة أقوياء الداخل للانسجام مع حاجة السعودية. أما أمريكا فلا أدري حقاً ما الذي ستجنيه من بقاء قائد الحرس الجمهوري أثناء حربها مع القاعدة إلاّ إذا كانت ستستخدمه كضمانةٍ لعدم ثقتها بعلي محسن وربما لتبقي الأمور قيد السيطرة.

لقد أسقط من يد المشترك ما ترتب على المبادرة الخليجية وهذه محاولة ثقيلة الدم لتحليل وضعية لعينة يريد أحدنا التبول عليها وعلى اليأس والخيبات ولا يريد أحدنا أيضاً لعب دور المعتوه الذي اختار أن يكون معتوهاً بسبب انتهاء الأمور في البلد إلى مزحة مأساوية يفرغ المثقف بعدها لاستعراض جاذبيته العاطفية كأي يائس رومانسي، كان منذ البداية ومنذ الشروع في حمايته الثورية يعد ذاته للوصول إلى هذا المزاج الذي يدهش الناس باستعراض (براعة اليأس).

وكأن أحدنا إنما أمسك الميكرفون في منصة التغيير ليقوم بالخطوة الأولى في طريق الوصول للعب دور تروتسكي وهو يغادر موسكو إلى منفاه قائلاً: "العدالة مستحيلة".

لكن هذا زمن مختلف والمثقف الذي همس لي يوماً أنه لو اضطر للاختيار بين حميد الأحمر وأحمد علي سيختار الأخير، فهو بذلك وبيأس قد تخلى عن ذاته مستجيباً لشروط صراع بين طرفين كلاهما غريم له كإبن مغترب جاء صنعاء متأبطاً حلمه والأجزاء السبعة من رواية مارسيل بروست (البحث عن الزمن المفقود).

هناك تعليقان (2):

  1. المشاركات في صفحتك على الفيس مغلقه ولامشكله في ذلك ولكن لماذا تغلق مربعات التعليقات في وجوه المعجبين والمتابعين المجهولين لكتاباتك؟
    هل هناك نقاط التقاء في بعض الممارسات بين الكتاتورين المثقف والحاكم بطريقه او باخرى؟

    ردحذف