الاثنين، يوليو 02، 2012

تفاقم التعب


محمود ياسين


تمضي الأيام ولم نشعر بمزايا الثورة ما الذي تغير؟ عدا تسمية علي عبد الله صالح بالرئيس الأسبق؟

لا أجد مزايا الثورة في عيون امرأة في جولة سبأ لا تزال عيونها ذليلة وكفها مشققاً.

لم يتفاءل همي الشخصي ولا هم من أعرفهم من المبدعين وكانوا يعتقدون أن صالح سبب تعبهم.

لطالما أخبرنا الفقراء أن رزقهم في جيب علي صالح وها قد رحل فأين رزقهم الجديد؟!.

إما أننا بالغنا في تقدير مدى التأثير الشخصي للرئيس على حياة الناس أو أنه لم يكن شريراً لتلك الدرجة؟!.

أفكر في المغلوبين الأكثر جلاءً ووضوحاً ويمكنك رؤية بؤسهم في الجولات يتسولون, وأهلع عندما أشعر أن أعدادهم قد تزايدت بعد الثورة.

ويخطر لي بسذاجة أن هذه قد تكون مؤامرة من الرئيس الأسبق الذي لا نزال جميعاً نفكر فيه كلما تفاقمت مشاكلنا بعد الثورة.

أقصد بشأن تزايد عدد المتسولين والتفكير في المؤامرة أن الرئيس الأسبق بطريقة ما دفع بأعداد إضافية من المتسولين إلى الجولات ليشعر المراقب للوضع, وليشعر الناس أن الوضع يسوء أكثر وبنفس المنهج التآمري أحيل متاعبنا كلها على ذات التفسير الساذج من الكهرباء إلى متسولي الجولات.

هل يملك كل هذه القدرات لإبقائنا مأزومين؟

عندما سأله أحدهم في مقيله: ألا زلت تأمل في رئاسة  وحكم؟ قام الرئيس الأسبق بفتح أزرار قميصه صارخاً أي حكم وأي طموحات وأنا هكذا. أراد أن يُرى المتسائل لحم صدره المحترق تماماً...

الرجل مريض وقد شوهه الانفجار في جامع النهدين, ولا أظن ذلك الشرير المتضرر الذي يعمل في الظلام ويخطط ويرسل قاطعي الكهرباء وانتحاريي القاعدة من قبوه المظلم المكتظ بالأبخرة والضغينة.

ليس المشترك وحده من يحيل إخفاقاتنا الثورية على الرئيس الأسبق ولكنه وعينا جميعاً. وأنا لم أتحدث عن التشوهات في جسد الرئيس السابق من باب الشماتة.. لا لا.. أنا أتحدث عن طريقة تفكيرنا وعن حالة من نعتقده مختبئاً وراء أشكال التهديد لحياتنا التي هي في النهاية محصلة إخفاق مجموعة الحكم الجديدة..

وليت أن الرئيس هادي يقيل قائد الحرس الجمهوري ليتوقف الذهن المتآمر على الثورة عن الرجاء باسم (أحمد علي عبد الله صالح) وليحول بين شركائه الثوريين في الحكم وبين استخدام أحمد علي (كشمَّاعة يعلقون عليها إخفاقاتهم) لم أكن أظن أنني سأستخدم الجملة بين القوسين التي استخدمها كثير من الكتاب لدرجة الغثيان.

غير أن أفكاراً كثيرة وكلمات استخدمت بإسراف ونشعر تجاهها بالغثيان تضطرنا الأيام لاستخدامها مجدداً لتوضيح أو لمقاربة معضلة نعيشها مع إدارة جديدة تفتقر للكفاءة.

باسندوة غير كفؤ البته. لا يدري كيف يتصرف وليس لديه سوى عواطف رجل أنصفه الله من رجل لطالما تجاهله وقلل من شأنه...

الرئيس هادي بيروقراطي للغاية يحكم بقوة المنصب وحيلة الهدوء وليس بالاقتراب من المغلوبين ومحاولة منحهم أمل العهد الجديد..

ذلك أنه بطريقة أو بأخرى لم يأت من وعود العهد الجديد, ولا يعتبر نفسه ملزماً بشيء من وعود ثورة لم يشارك فيها إلا بما ينقذها من التورط في الدم.

وفيما يخص هذه الجزئية فهو ملتزم بها إلى الآن مع ما يتمتع به الرئيس من رجاء مثقفين ومواطنين كثر أن يقوم باستعادة فكرة الدولة من أيدي مراكز القوى وأن دعمنا له سيكون لأجل هذه الاستعادة.

ومشكلة الناس أكثر إلحاحاً من إستراتيجية إعادة بناء فكرة الدولة والبال الطويل للرئيس الجديد وعدم اكتراثه لعواطف الزعامة الحالمة المبشرة للمغلوبين باقتراب الخلاص..

يتزايدون في الجولات فعلاً. إنهم أكثر مما كانوا عليه أيام علي عبد الله صالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق