الاثنين، مايو 13، 2013

عاهة طموحة للرقابة والمحاسبة


محمود ياسين

أخيراً تم اتخاذ القرار الأكثر إفصاحاً وكمالاً لفكرة الخيانة، خيانة الثورة وجيل بأسره من الحالمين الملهمين بفكرة المثال، ثاروا واستشهد رفاقهم ليتم وضع واحد هو الأسوأ من جيلهم بقرار تعيينه وكيلاً للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.

لطالما ترفعت عن ذكر اسمه في أي من مقالاتي منذ أيام علي عبدالله صالح وأنا أسمعه في وكالة "سبأ"، يتلصص على الجميع، ويكون خلية استخباراتية داخل "سبأ"، ويشتري البعض، ويهدد البعض، ويستخدم ضعف من لا يمكن شراؤه بالمال عن طريق تقديم خدمات ترفيهية.

كان معاذ بجاش، وهذا هو اسمه، اختباراً يومياً لما ينبغي عليّ التعامل معه في الوكالة، من دناءة دنيا تضع في طريقك كائنا من ذلك النوع الطموح جدا، والخسيس جدا، والذي يمكنه فعل أي شيء ليصل من التحويلة إلى مكتب رئيس الوكالة، ضابط أمن أملس يقرأ كتبا تدور كلها حول "كيف تصل لما تريد بأي ثمن"، متملق عصي الإمساك، ومن ذلك النوع الذي ينفخ أوداجه ضد من يظنه أضعف، ويتحلى بأخلاق سكرتيرة لم تتلقّ تربية جيدة مع الأقوياء الذين يمكنونه من التقاط حوافز لهج الطامح الضاج.

ليست تهماً على عواهنها، لديّ قائمة بأسماء ومبالغ ودسائس ودناءات لا أول لها ولا آخر، وكان مخلب الأمن في الوكالة ضد كل الذين يبغضون أسلوب علي عبدالله صالح، ويعمل حتى لتشويه سمعة خصوم النظام الصالحي من خارج الوكالة، فبينما كان عبدالكريم الخيواني يساق للزنازين، كان بجاش يشتري أفخم السيجار الكوبي، ملصقا بعرض عبدالكريم أشنع البذاءات الأمنية.

إنه العاهة اليمنية المناطقية مجسدة في لهج واحد من نقيل الإبل بتعز، ويستميت في التحدث بلكنة صنعاء، مثل سائق سيارة سخيف يصر على أن تضم سيارته لفئة الرقم "1".

هو مزيج من محجوب عبدالدايم في رواية "القاهرة ٣٠"، وكل الذين صادفوك يا عزيزي في طريق حياتك وأنت تقاوم رائحتهم واستعداداتهم اللامتناهية للحزقة الكذابة الخارجية والاهتراء من الداخل.

أول أيام الثورة، وهو يرسل الجواسيس الصغار من الوكالة إلى خيام الشباب في الساحات، ويهزأ من حلم جيل، وها هو يتبول على هذا الحلم، وسيجلس على كرسي المحاسبة، لتصل إلى يده ملفات المؤسسات، ونقاط ضعفها. وتصوروا كيف سيستخدم ذلك كله، وأنتم ترون ملفات الفساد بيد واحد هو النموذج الجديد لفساد الجانب السيئ في جيلنا. لقد كرموا غريم مثالية وسام محمد وعلوي السقاف وهاني الجنيد الذي ترك وظيفته إلى الساحة، وحين عاد بعد الثورة كان راتبه الضئيل قد تلاشى وأصبح شبحا. إنه النقيض لكل محاولات هذا الجيل أن يكون جيدا بطموحاته الأنيقة، وليس بلهج مأفون أصبح الآن وكيلا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وتصوروا ردة فعل العشرات ممن وضعتهم الأقدار في يد ذلك النوع من جلاد أحمق يعتقد أن سلطاته محل شك.

هو تخرج من كلية الإعلام، وليس في رأسه ما يكفي ولو لكتابة مقالة في مشروع التخرج، فطلب من الزملاء وضع مقالة باسمه، فمنحوه واحدة من مقالاتهم لأجل صحبة الكلية، وعندما نشروا مشروع تخرجهم اتصل بجاش يبدي استياءه من كونهم لم يختاروا له المقالة الأفضل لتوضع باسمه.
إنني ألعن هذا الزمن، وأرثي حلما، وبودي لو أجد طريقة لبث ألمي، ومقاسمتكم يقين أنه كيف يمكنني مزج ما هو شخصي بما هو عام، وبنزاهة، لأحصل على حقي في نبذ هذه الفعلة التي هي خيانة سأمضي بقية عمري أتتبع مصدرها، ومن صاحب ترشيح هذا الكائن ليمنحه وهما أخلاقيا بالانتصار على كل الذي قاتلنا لأجله، وكان هو خصم المثل التي قاتلنا لأجلها، وها هو يحصل على فرصة عملية ليحمد لنفسه كل الذي تحلى به من أخلاق عاهة طموحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق