الخميس، مايو 24، 2012

ليته يستخدم مالنا المنهوب في راحته وليس في إقلاقنا

محمود ياسين

لا يريد أن يهدأ وأن يمضي بقية أيامه كرئيس سابق يستلقي على ساحل بجزر البهاما.
متعته في كونه مبعث قلق وأحمر عين وليس سائحاً بين الجزر ينفق النقود على اليخوت والبدلات الإيطالية، فهو يلتذّ في إنفاقها على عصابات البلد.


فكرت مرة كيف أنه في الإمارات ربما ـ سيحظى بمتابعة أخبار المظاهرات ضد علي محسن وضد المشترك وغرمائه الذين أزاحوه من أبوية العصابة.. وأن ذلك قد يخفف عنه، ونكون قد حصلنا على رئيس سابق تتم دعوته في المناسبات وإذا بنا نحصل على أخطر إرهابي يملك المال والخبرة والعلاقة بكل مراكز الفعل في البلد.


هكذا يفرك يديه ويغذي أخيلته بمزايا الأذية وربما يحصل على أمر واقع عنيف بعد سقوط أولى قرارات الرئيس الجديد الذي سيتحول في حال سقطت قراراته إلى أضحوكة. مشكلة الناس أحياناً عاطفية ساذجة؛ تتواطأ مع أخطاء صالح نكاية بأخطاء المشترك، وهكذا نبقى في مقايضة لا نهائية للأخطاء، مثل من يستبدل الحكة بالجرب والمدبر بالأحمق وسنحان بأبين، ويتلقى الناس جرعة أمر واقع ملغوم بالأقدار المتشابهة ويرضخون لتبدلات القوة وتقلبات الأيام كمراقبين محايدين، وهنا يحصل أسلوب صالح في فرصة اللااستقرار، على واقعية قليل الحيلة وصمته.


الفارق بين المشترك وصالح هو أنه بوسعنا التظاهر ضد الأول ولا ندري ما الذي نفعله مع الثاني الذي يكره النهايات السلمية ولا يحب الحياة المستقرة بطبعه.


وهو هذه الأيام لا يشبه دون كيشوت في العالم الأدبي ولا يشبه بينوشيه في أمريكا الجنوبية الذي مات في لندن بعد رحلة كفاح الشعب التشيلي للتخلص منه بهدوء. وهو أيضاً ليس تشافيز الذي استعاد السلطة بقوة التضامن الشعبي ضد الانقلابيين.


إنه يشبه عاداتنا السيئة ولا سيما في افتقارها للقدرة على التمييز بين المسؤولية والرجالة، وبين الغاضب والمدبر.


يصرخ بأن اليمن لن يكون مستقراً، وهو بذلك يريد تأكيد فرضية استحالة استقرار اليمن بدونه في ذهن الشعب، مستخدماً لإثبات تلك الفرضية أدواته ذاتها التي كان يستخدمها وهو رئيس النقود واستخدام الجماعات وطبعه البسيط في فهلوة قبيلي فقد براءته.


لعل الأمل هو ما يراهن عليه صالح ومجموعته، الأمل بأن قناعة قد تتنامى في ذهن الناس بإمكانية نجاحه في فرض أمر واقع مليشاوي نوعاً ما يبقيه متصرفاً بمصير اليمن وليس بالضرورة أن يعود إلى دار الرئاسة.


يبدو أنه يحاول إطالة ما يظنه عملية المغالطة التي فاز المشترك وحلفاؤه بجولتها الأولى، ولن يعدم حيلة في كسب هذه الجولة.


ففي حال بقي محمد صالح في الجوية وبقيت لديه مخازن أسلحة في طول البلاد وعرضهاـ حيث تتوزع ألوية الحرس الجمهوري فيمكنه البقاء معلقاً حتى النهاية.


كان لديه فرصة بحياة جديدة مختلفة يمكنه النوم فيها تمام التاسعة بعد أن يقرأ الورد المسائي ويحمد الله ثلاثاً وثلاثين وينام. لكنه لا يستطيع، وهو مثل ذلك الفتى الذي منحه جده العالِم نص ريال فرنص مقابل أن يتوقف الفتى عن الرقص كلما جاء المزمرون للقرية.


فرح الفتى بنص الريال وجاء أحد أهل القرية ذات يوم إلى ذلك العالم وأخبره أن حفيده يرقص مع المزمرين في ساحة القرية. وحين لمح الفتى جده العالم الوقور يقف قريباً منه، أخرج النص من جيبه قائلاً: "خذ حقك النُّص"، واستمر في الرقص.


 17 أبريل 2012 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق