الخميس، مايو 24، 2012

صورة الثورة

محمود ياسين

تمر بذهنك صورة البوعزيزي جسدا يشتعل في ساحة، هذا عندما تذكر الثورة التونسية، تذكر بن علي والغنوشي، وتميز تونس ولكنتها الفرنسية. يخطر لك أيضا "الباجي السبسي" والتقدم أيضا.
الأحداث الكبيرة تنتهي في الذهن إلى لون فيه مجموعة صور لوجوه وألقاب، لتحصل على لحية برلمانية في أسفل الصورة التي وضعت لك في ذهنك عن ثورة مصر، وإلى جوار هذه اللحية البرلمانية بورتريه رمادي لوجه المشير طنطاوي.


لقد ظل عسكر مصر في الظل حارسا مهيبا لقوام سيادة مصر، ومراقبا للأوضاع بدون تدخل، لينتهي الأمر الآن إلى ما حذر منه أكثر من كاتب مصري من اضطرار مصر للاختيار بين العسكر والإسلاميين.


لسنا هنا بصد تحليل اللاحذر في تهافت الإخوان المصريين على بناء وجودهم على عاتق غياب المعادل السياسي الممثل لنخبة مصر المفترض بها نخبة ليبرالية وكتب، فنحن بصدد ما تركته ثورات الربيع العربي في الذهن العام، وبماذا ارتبطت، فلربما يمكننا ذلك من مقاربة هوية من يدير الحياة بعد الثورة.


يمكنك إدراك فداحة ربيع ليبيا من صوت القذافي يتردد في ذهنك "حرام عليكم"، لتدرك بؤس النهايات الدكتاتورية وبؤس البدايات الثورية أيضا، ربما تتذكر أجدابيا أيضا، والجملة السياسية الأولى لمنصور عبدالجليل، وهو يقدم لليبيين مكسبهم الثوري الأول: "زوجات متعددة".


الصورة الأخيرة للقذافي، وفي أحسن الأحوال، تدفعك لتفضيل صدام حسين الذي مات واقفا، ودافع عن نفسه في المحكمة بمنطق، ليذكرك منطق صدام من وجهة أخرى بالجملة المهينة التي تبقت في دماغ رجل حكم مصر 3 عقود؛ مبارك، وهو يقول في المحكمة "حاضر يا أفندم"، مفصحا عن المدى المريع لخواء الدكتاتور. ذهننا فقط يفاضل بين مستويات الدكتاتورية ليخلص إلى تعريف رئيسنا السابق على أنه أوفرهم حظا، ربما بسبب من أنه لم يكن دكتاتورا بما يكفي.


لينتهي الأمر بالذي كونته ثورتنا في ذهننا المرتبك الآن، صورة علي محسن إلى جوار ابن عمه السابق، ولا تتمكن من التمييز بينهما، إلا إذا تعمقت في تواريخ الثورة اليمنية وأحداثها، وربما تساعدك في محاولة فرز علي محسن عن ابن عمه، تلك العلاقة والمدافعات التي يقوم بها إعلان المشترك عن علي محسن، ذلك أنك لو اعتمدت فقط على الأحداث لارتبكت أكثر، على غرار صورة علي محسن وإلى جواره صادق الأحمر في عيد الثورة السبتمبرية، في منطقة الثورة الجديدة، والذي قاد عرضه صالح الظنين، لو اعتمدت على تلك الصورة الاحتفالية، ولمحت عسيب الشيخ صادق، وشاله التاريخي، إلى جوار ملامح علي محسن، لأخفقت تماما في التمييز، ليس بين علي محسن وابن عمه، وبين صادق وأبيه، لا، لا، ستخفق في التمييز بين حالتين مزاجيتين لمنطقة واحدة.


يقولون إننا كسبنا أشياء ستكشف الأيام أهميتها، ربما، غير أن أي مكاسب سيتم إضافتها للصورة في ذهن اليمني، ستربط في ذهنه بوجوه مجموعة قامت في ما بينها بتبادل أشياء ذات قيمة كبيرة.


16 أبريل 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق