الخميس، يوليو 12، 2012

لن نتفاءل


محمود ياسين


شخصياً لن أتفاءل ،أنا اعرف أنهم كقيادة تمثل الثورة لن يقوموا بالصواب ولن يتوقفوا عن محنة المحاصصة

مدير أمن من الإصلاح وقائد محسوب على أحمد علي وآخر لاسترضاء الحراك والوظيفة العامة عادت إلى حيث يمكنك التصرف بخيبة أمل تجاه ثورتك وتجاه محاولات الإنسان لتغيير حياته

أبناء الطبقة الوسطى تعيسون ،إن حظهم عاثر ولقد استشهدوا في الثورة إلى جوار الأكثر عثرة في حظهم من أبناء الفقراء جداً، لا أحد يمجدهم من قيادات البلد الثوري ولا مسحة على رأس يتيم ونحن الكتاب لم نحدق في وجوه أمهات الشهداء ونطرق بخجل ،ذلك أننا لم نعد نشعر بالخجل،ربما لأننا دائخون في بلد لا يتحسس تجاه فكرة الشرف والمعنى النبيل, وتجاه الشباب الذين يخجلون من العودة إلى قراهم, هكذا بعد أن نصبوا هذه المجموعة السياسية الغريبة على بلد كان بوده لو يتغير حظه.

إن رثاء الحظ العاثر عمل غير جدير بالتقدير كالذي أقوم به الآن وأنا أعيد إنتاج رثاءاتي القديمة ذاتها أيام علي صالح.

لقد رثيت المغلوبين وأكثرت من رثاء أبناء الطبقة الوسطى ومأساوية حياة المراهقين،رثيت معلم يريم والمتسولة في الدائري, ورثيت ذاتي ورثيت العلم واليمن الأسفل, ورثيت الجنسانية والمتعة والمرح وأزقة إب القديمة،

راجعوا ان كان لديكم الوقت الكافي جملة الرثاءات السمجة التي كنت أظنها تلك الأيام جزءاً من هوية إنسان يتألم وها أنا مضطر لرثاء كل المرثيات القديمة.

الضحية قدر لعين لا يتغير والحياة ضد الضحية والمبادرة الخليجية ضدك, وأنت وحدك يا عاثر الحظ تشارك في الثورة ليمنحوك مبادرة ووجبة غداء في الساحة لتفرغ بعدها لمراقبة الحصص الموزعة واقتسام غنائم محاولتك التاريخية لتنجو.

يبشرني محمد المقبلي اليوم أن الشباب بصدد خطوات عملية لفرض شيء لا أذكره بالضبط، رجاني بصفتي أستاذه أن أتوقف عن تثبيط معنويات الشباب, ورحت أفكر في كلمة تثبيط على أنها ستتحول إلى وسواس قهري ،وخطر لي أن الطاء في كلمة تثبيط هو قلقلة كبرى كما يقول علم التجويد،خطر لي أنه لو أصبح المقبلي بحاراً في الكاريبي يبصق في المياه ويتعلم الارتجال الذي يكتسبه البحارة حين يكون القبطان لئيماً, وهم بالمقابل يرتجلون تسوية مع لؤم القائد وليالي الممرات المائية والضياع المغوي في المرافئ والجزر النائية, لربما كان ذلك أكثر جدوى من هذا الأمل في التقاط شيء من بين أصابع العصابة.

الذين غادروا الساحة احتجاجاً على وصول علي محسن هم الآن أفضل حالاً من الصامدين،يشعرون انهم اتخذوا القرار الصائب ولم يستمروا إلى النهاية في معركة خاسرة كهذه.

لم لا نعترف أنهم غالطونا وانتهى الأمر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق