السبت، يوليو 28، 2012

كيف نستيقظ بدون علي محسن؟

محمود ياسين

يجب أن تستمر الثورة من الآن ضد علي محسن، القوة الشرسة داخل نظام ما بعد بن عمه، إنه يخيف الرئيس هادي ويرسل التوجيهات وتوصيات التعيين بوتيرة متزايدة عما كان في السابق، ذلك انه أصبح الآن بلا تهديد من أي نوع.

لعنة هذه الثورة، أنها استخدمت كملاذ لكل الذين كانوا مستهدفين من الأيام الأخيرة لقبضة صالح، إما بالسعي لإزاحتهم من طريق التوريث او من تم تجاهلهم او التلاعب بهم بالهامش الديمقراطي ولذلك تصرفوا مع صالح بما يلائم حاجتهم للانتقام او التواجد واقتسام تركة الرجل المريض.

فرصة ذهبية لعلي محسن قدمت على رؤوس الشهداء وحماسة الحالمين ليجد نفسه كالقيصر العائد إلى روما بشروطه التي يسميها شروط شعب روما هذا رجل بالغ القسوة لا يغفر ولا يتراجع وهو يضمر حماية اليمن بطريقته ولن يتخلى عن دور لطالما انتظره على أمل ان يموت ابن عمه ذات يوم . وبدلاً من موت صاحب قريته ماتت "تاء مفتوحة،وإلا مربوطة؟" ماتت. أعظم ثورة في الصدر اليمني.

الحكم الأخير هذا ليس قاطعاً بموت الثورة ويبدو مناقضاً للدعوة لاستمرار الثورة في بداية المقالة, إذ لا أحد يطلب من شيء ميت الاستمرار.

غير أن علاقة الأمل والحماسة بين الناس والثورة قد ماتت من البداية كان علي محسن مربكاً بانضمامه ومحرجاً لفكرة أخلاق الثورة ولفكرة الشراكة مع كل المتضررين من علي محسن في ثورة أصبح حاميها الأول.

كنا نرتبك أمام الجنوبيين من هذا الحارس الثوري ونحاول تغيير الموضوع كلما ورد اسم علي محسن الذي يوتر أدمغة الجنوبيين مثل فيروس تسلل لجهاز كمبيوتر..

تذكرهم ملامحه بدخول عدن على ذلك النحو المهين في 94م وتخطر لهم الأراضي المنهوبة ونحن لا ندري أين نضعه في جملة أحلامنا, وهو ما هو عليه من ذاكرة تمثل بوابة علي عبد الله صالح وذراعه الغاشمة.

كانت الثورة تحتاجه لمغالطة ابن عمه وإرباكه في يوم واحد فقط, جنرال صالح للاستخدام لمرة واحدة ينضم فيها ويربك الجهاز العصبي للنظام ويرحل.

غير أن الأمور لا تحدث هكذا, وإذا بمن يفترض بالثورة استخدامه كصاعق أو جاهز تشويش ليوم واحد يقوم هو باستخدام الثورة لأيامه التي لا تحصى...

لا أدري أي ثورة هذه التي تلوذ بأيقونة النظام السابق وشفرة أخطائه كشخصية تختزل منظومة الخطأ التاريخي المتمثل بالمزج بين القبيلي والعسكري واللاعب الأخطر في ورطة العلاقة السرية بين النظام والتنظيمات الإرهابية.

وأظن العمليات الأخيرة للقاعدة تمثل في جانب منها مستوى من حرب بين حلفاء سابقين.

الحديث عن علي محسن (ذو شجون) لدرجة أن يلوذ الكاتب في النهاية بالتفكير في الرئيس هادي بشفقة.

هادي وهو ينام وفي أعماقه أمنية عزيزة بأن يصحو وقد خلصته الأقدار من علي محسن وأحمد علي.

يحتاج الأمر لمجازفة يا فخامة الرئيس.

لا أحد سيخلصك منهما, والوقت الذي يمضي لصالحهما وليس لصالح امتلاكك القوة الكافية لفعل ما تريد...

الآن وليس غداً يا فخامة الرئيس.. قرار يحمله العراسي وينطلق بسيارته إلى التلفزيون يضعه أمام مذيع نشرة التاسعة ويقرأ للشعب قرار الرئيس بإقالة قائد الفرقة الأولى وقائد الحرس الجمهوري.

تحتاج فقط لتغمض عينيك وتقفز. وقديماً قالوا: ضربة بالمهب ولا عشر بالقبقبي.


16 يوليو 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق