الخميس، أغسطس 09، 2012

عن "انكشافنا" و "خيرية" بن عمر


محمود ياسين

بلادنا مكشوفة لدرجة انتهاك السيادة.

ربما يكون جمال بن عمر محباً لخيرية هذا البلد، وبوده أن يساند هذه المرحلة لتصل إلى مرحلة آمنة، وبالتالي نراهن على خيرية بن عمر كأي كيان ضعيف يتكئ على نوايا الآخرين، وليس على وجوده القادر على تحديد المدى الذي يمكن فيه استخدام أفضل ما في الدبلوماسية الدولية على غرار جمال بن عمر، الذي من المفترض ألا يتجاوز مراقبة الوضع اليمني ورفع تقارير للمنظمة الدولية، لكنه يلتقي بقيادات الجيش ويتلقى الشكاوى من الأطراف ويستخدم خيريته الشخصية ومهمته الدولية في دور يتخطى فكرة السيادة إلى حالة من الانكشاف الكلي في وسط أطراف وحالة عامة يمكن وصفها بالسذاجة.

إضافة إلى السذاجة، لدينا هذا الاستعداد الباذخ لوضع مصيرنا تحت تصرف الجهات،

لا أقول هنا ماذا لو كان بن عمر أقل خيرية وطيبة؟ وماذا لو كان متورطاً في ارتباطات إقليمية؟

لكن هذا قدر المهزوم.

ناهيك عن أن ابن عمر يتصرف كالمندوب السامي، ونحن نتداول مبعث الطمأنينة تجاه بن عمر على أنه يحب اليمن.

ولطالما شغفنا بهذا النوع من المحبين في عواطفية جماعية أشبه باعتراف كم أننا جميعاً مشكوك في مسؤوليتنا تجاه بلادنا، ولم نقل إننا لا نحبها بقدر ما نحن في حالة من الاتفاق على فقدان الثقة بذاتنا الوطنية ابتداء بالنزاهة الوطنية وانتهاء بالكفاءة.

وأظن الكثيرين قد كتبوا عن هذه المعضلة الأخلاقية الوطنية في تاريخنا، وكيف أننا نشبه تاكسيات صنعاء في التسعينيات التي لا تنفتح إلا من الخارج، وأستحضر أكثر من كاتب تجارب يمكن الاستدلال بها على غرار استعانة سيف بن ذي يزن بالفرس واستقدام القبائل للهادي يحيى بن الحسين الذي كان زاهداً وخيراً، لكنه وضع لليمنيين حالة مغايرة هي خليط من كل ما كان يهم الهادي وبدوافع نبيلة ربما.

لقد خذلنا الساسة حتى في هذه الحالة لما بعد الثورة، وتواطؤوا على اللعب وفقاً لشروط دولية وإقليمية وأصبح علينا التعويل على دور بن عمر في الحد من تأثير السفارتين السعودية والأمريكية.

ويشعر أحدنا أن الدبلوماسية اليمنية تتجول على حساب طيبة الآخرين، وتكاد تحس بهذا الإطراء الجماعي لطيبة قطر، وأن باسندوة والرئيس هادي يتجولان في المنطقة وفي حقيبتيهما ما يشبه تقريراً طبياً يتم عرضه على أهل الخير.

أما ما لدينا وما يمكن لليمن المشاركة فيه في وضع المنطقة وأمنها وتوظيف مواردها البشرية فليس وارداً على الإطلاق.

أفكر أنهم في عواصم المنطقة يشفقون علينا في حالة الانكشاف هذه، ويحصلون على محفزات لتوجهاتهم المستقبلية تجاه بلدنا الرائع عاثر الحظ.

أيام الثورة ونحن في البدايات كان كل شيء يبعث على الحماسة والشعور بدفء التواجد ضمن أمة سيصغي لها العالم أخيراً، وهي تفصح عن هويتها ووجودها على نحو لائق.

لكنني أتمتم مؤخراً مع محمد محمود الزبيري:

"ما كنت أحسب أني سوف أرثيه"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق