الثلاثاء، يوليو 03، 2012

بعض الهدوء


محمود ياسين


كلما كان الأمر بسيطاً كلما كان أفضل. الصداقات والمسرات والتمتع بوقت سعادة بدون جهد.

نعيش ضوضاء المشاعر في السياسة والحب والحصول على الآخر. أعرف شاباً يتسيس حتى يعرق, ويريد باستماتة إثبات أشياء لا يمكن إثباتها في دنيا سياسة متقلبة المزاج.

هذا الفتى سيعطب قريباً في حال بقي الضغط على جهازه العصبي محاولاً فهم حالة اللقاء المشترك وما إن كان هذا المشترك معسكر خير أو معسكر شر.

يصاحب الناس بضراوة وكل شيء وكل علاقة تتحول معه إلى مأساة إغريقية على كافة الصعد, تصوروا شاباً يحتدم على الدوام ويعود كل ليلة عاتباً على المشترك وكأنه حبيبته وليس تكويناً سياسياً.
العنف النفسي هذا مرده إلى الفراغ وهو الهاوية التي ألقينا فيها بلا موسيقى ولا تراكم للسكينة الداخلية, فانصرفنا للهستيريا كأي أناس يطوحون في الهاوية.

عنف نفسي بين الفتيان في الساحات وبين الصحفيين, وباسندوة وبين الليبراليين والإصلاح ولم نسمع صوتاً هادئاً في هذه الجلبة يحاول لفت انتباهنا للحقائق البسيطة.

كان هذا الموضوع محاولة وإيماءة للمتورطين في الانفعال بأنه يمكن القيام بالأشياء بهدوء وعقلانية.
وأن الحياة لا تقتصر على موقف في السياسة وأن السياسة ليست معادلة رياضية تحتاج فقط للتمتع بالذكاء الكافي..

إنه عالم موارب مخاتل ومغلوط .. لن يتضح لك فيه شيء, ستموت وهناك كوم من الأشياء التي لم تفهمها والصداقات التي تحولت إلى حسرات.
فقط يمكن لأحدنا في هذه الضوضاء السياسية الاسترخاء بضميره.
حاول اقتفاء إشارات ضميرك بشأن ما يحدث وتقييمك للحكومات والناس.
ليس بالضرورة أن تفهم بشكل قاطع لماذا يبكي باسندوة بهذا الشكل المتواتر.
ولن تعرف على وجه الدقة ما الذي يضمره حزب الإصلاح بشأن الحقوق والحريات.
وفي هذه البلاد يوجد أناس يمكنك مقاسمتهم الانحياز لكل ما هو ضعيف ويتيم.

ناشطون ممتلئون بمعاني العدالة والنزاهة يتجولون بإصرار ويساندون الناس بهدوء...

عندما تخطر لي رضية المتوكل أتمكن من مقاومة تأثير الهستيريا السياسية الجماعية وأنا ألمحها في قلب الضوضاء تحدق بامتلاء وانحياز أثناء ما تقوم بما عليها لأجل ضحايا العنف السياسي والاجتماعي دون أن تصرخ أو تلعب دور الشهيدة....

في محاضرة لأحد أساتذة الفلسفة في جامعة جورج تاون طرح الأستاذ سؤالاً حول السعادة ما الذي تعنيه, كانت الإجابات في المدرج متباينة بين من يختزل السعادة في درجات التقدم العلمي أو الحصول على الفتيات ناهيك عن القدرة على الإنجاز والثقة بالنفس.

كان أستاذ الفلسفة في الأصل ناشطاً حقوقياً إضافة لعمله في تدريس الفلسفة أخبر طلبته بكل هدوء أن السعادة هي في الساعات الأكثر التي يقضيها المرء في الرحمة والنزاهة والعقلانية... لم يقل السكينة, ذلك أن السكينة في حدودها الممكنة هي محصلة لتمتع أحدنا بمستوى ملائم بالرحمة والنزاهة والعقلانية...

في كل معضلة واجهها غاندي كان يلوذ بثنائية الحقيقة والحب.
كان يهمس لمن تورط في هستيريا التهديدات:"الحقيقة والحب جربهما على الدوام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق