الجمعة، سبتمبر 14، 2012

الزحف على الرجل المريض


محمود ياسين

لو كان شباب الثورة المتبقون خارج خيارات المشترك هم الذين قرروا الخروج في الزحف الجديد إلى بيت صالح لكان ذلك مفهوماً رغم اعتراضي على المبدأ، إلا أننا لطالما تمنينا أن يقرروا شيئاً بأنفسهم ويضعوا حداً لمسار التوافقية وحداً للاستخفاف بهم.

لكن المشترك يريد ثورة إضافية على مقاس حاجته هذه الأيام، ويريد استخدام الشباب مجدداً، وهو الذي كان قد جلس مع صالح واتفق معه على المبادرة والحصانة وما شابه وبمعزل عن روح الثورة، واليوم يريد المشترك أن يكون ثورياً وهو في السلطة وضد رجل أنا واحد من الذين ناشدوه التعقل وترك الرئاسة ووضع السلاح.

لا أقول إن صالح ملاك هذه الأيام وإنه متفرغ في بيته للعبادة، لكننا كجيل أو من أجل الدقة لكنني كواحد من هذا الجيل لا أقبل بأن نكون (بندق عدال) ينزلونا من المعلق كلما احتاجوا لنا.

لا نعرف لماذا ينبغي أن نزحف الآن وراء من عطلوا الزحف في المنتصف بالمبادرة الخليجية وضد شخص بالمقارنة مع ما كان عليه يمكن وصفه الآن بالشخص الأعزل، نحو من تزحف وبأي ذريعة وما الذي يستولي عليه صالح لتخرجه منه،عدا بيته وما يضمره من نوايا وقوة لمضايقة المشترك وإحراجه.

لم تتفوه بيانات الزحف الجديد بتهمة واحدة أكيدة ضد الرجل، وفي حال ثبت حقاً أن له علاقة بالقاعدة وعمليتها الأخيرة أو بقطع الكهرباء سابقاً فما تدعو له لجنة المشترك التنظيمية من مليونية وزحف هو رد سخيف أخرق يتم فيه استخدام حالة شعبوية مستحدثة للتعامل مع وضعية بحاجة لأداة مختلفة

ثم إن المليونية هذه غير قانونية البتة من وجهة نظر الدبلوماسية والاتفاقيات، فلم تتضمن المبادرة الخليجية ما يشير من قريب أو من بعيد لحق أي من الأطراف في معاقبة الآخر في حال أخل ببنود الاتفاقية.

لا أدري إلى الآن شيئاً عن ردة فعل الشباب المستقلين في الساحة إزاء هذا الإجراء.

وليتهم يرسلون البيانات تباعاً لتنشرها الصحف حاملة صوتهم، ورؤيتهم، وموقفهم من التظاهرة القادمة ومن الذي يحدث كله.

ليتهم يختطون مساراً مستقلاً، وليس مناوئاً لقوة تواجد الإصلاح، لكنه مسار الثورة التي لم توقع على المبادرة وليست ملزمة حتى بحصانة الرئيس ورموز حكمه.

على أن يتصدر هذا الفعل آباء الشهداء وحقوقيو الثورة التي كانت وشبابها الحالمون ليس سعياً لاتفاق جديد بينهم وبين ما تبقى من النظام السابق بقدر ما هو اتفاق بين حلم البلد وكرامته، وروح شهدائه، وبين القوة التي تدير البلد الآن.

يتبقى السؤال الذي ليس له علاقة بالموقف الشخصي أو الثوري من الذي يحدث، وهو سؤال تقني يطرحه المراقبون والصحفيون وأطرحه أنا بدافع الفضول الشخصي.

ما الذي استفزهم على هذا النحو؟

أو ما الذي قام به صالح مؤخراً ودفعهم لهذه الحالة من الاستياء؟

لا أظنهم فقط ينتقمون منه أو يتحرشون به أو يسعون لتضخيم قوته.

أظنه يؤذيهم حقاً ويكشف لهم أنهم لم يغالطوه تماماً كما اعتقدوا.

بالإضافة لخطابه في فعالية ذكرى تأسيس المؤتمر قبل أسبوع.

وحتى لو كانت للعائلة علاقة بعملية القاعدة البارحة في صنعاء وهذا ما أستبعده، فلا علاقة لجيلنا بما يحدث الآن بين الجناح التنظيمي لسلطة اليوم وبين ما تبقى من قوة الرئيس السابق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق