الاثنين، سبتمبر 10، 2012

من قتل الموقّص؟


محمود ياسين

هو عامل وقيص من ماوية لا يدري شيئاً عن صراع الحوثيين وأمريكا, ولم يسمع بالسي آي إيه, جاء يبحث عن رزقه وليس عن قذيفة من هذا القبيل، لقد نفى الحوثيون علاقتهم بالجريمة, مشيرين لشظية إصلاحية، اللعنة، أي شظية وأي عفاريت، من قتل الموقص، ومن هذا الذي يتحدث عن بيانات أثناء مقتل موقص من ماوية؟

وعليكم جميعاً حمل البيان الحوثي إلى عائلة القتيل وأخبروهم أن البيان يقول إنها شظية إصلاحية وهم في غمرة فجيعتهم سيقولون لكم: "الآن أنصفتمونا".

كان أطفاله ينتظرون عودته, وليس بياناً من أي نوع، على الأقل أن تعود جثته واسم القاتل وخبر عن ملاحقته من قبل الأمن, أو انه أصبح في السجن، أو تدرك أمه أن ابنها بلا غريم بسبب غياب العدالة أو غياب الدولة، فهي قد خبرت هذا النوع من المظالم وتعرف كيف تتفهم "مابش دولة"

أما أن تسمع عن بيانات نفي وتبادل تهم بين جماعات مسلحة متدينة فهذا من الهول بمكان ،حيث يفتقر المظلوم حتى لحقه في تفسير معقول.

من يعطي أي جماعة حق القتل بما في ذلك قتل الجواسيس؟

إن مر هذا القتل للموقص هكذا بدون تداعيات ،فمن يأمن من تلفيق تهمة من هذا النوع؟ ولا يدري إلا وقد دفع ثمن موقفه حياته وسمعته، ليتعفن في قبره بين الأكاذيب والترهات.

لو كنت عبد الملك الحوثي لاستفظعت قتل الموقص واستفظعت اتهامي بدمه، لو كنت عبد الملك لبدأت من هذه الجريمة في إنجاز علاقة ذكية ومحترمة، ولأخبرتهم أنني لست ما يحاول البعض تصويره للناس على أنني مجرد سيد مسلح يحاول تقليد حسن نصر الله وأنني سأكون سبباً لحياة اليمنيين وليس موتهم.

لكنني لست عبد الملك, ولقد سئمت إظهار الحدب على حركات وتنظيمات مسلحة وأحزاب وكأنني المرجع الروحي لكل القوى الطائشة في اليمن، أبصرهم بما ينبغي وما لا ينبغي. أنا كاتب ليس إلا، وأوشك على نسيان مأساة الموقص في غمرة هذه المسؤولية عن سمعة كيانات خطرة.

لكنها قلة الحيلة والتباس الأمر علي بشأن تفاقم قوة الحوثيين على هذا النحو فأنا مثل غيري اسمع مؤخرا عن ضرورة الاعتذار من صعدة، ولا أدري هل هو مطروح الاعتذار من أهالي الضحايا جميعهم "حوثيين وجنوداً" أم أنه اعتذار من المحافظة أو من الحركة الحوثية؟ ولست هنا بصدد تحليل شيء، وما أوردته في العبارات التحليلية الأخرى له علاقة بتفسير كيف أنني لا أملك الحقائق الكافية لكراهية الحوثيين, واعتبارهم مجرد تنظيم إرهابي، فلقد سمعت عن بداية العمليات العسكرية بصعدة من قبل الجيش أيام كان حسين الحوثي لا يزال قائداً للشباب المؤمن، ناهيك عن طرح فكرة الاعتذار التي لم تطرح إلا لأن الحركة الحوثية بطريقة ما ليست خارجة على القانون. أنا هنا لا اجزم بشيء، وكل ما هنالك أن عبد الملك مدين لنا بإظهار بعض الاحترام متحدثاً للمجتمع عن أنه سياسي أصبح مسلحاً, بسبب يكون مقنعا، وأن محاولة إقناع المجتمع بسلميته, وأنه وحركته ضحية شائعات نافياً بذلك عنصريته الشخصية وعنصرية حركته، مظهراً كل الأسى والمسؤولية لأجل الموقص. أما أن يبقى هكذا يتحدث همساً مع أيقونات التاريخ الطائفي وكأنه يحتدم فقط لمصارع أبناء علي في كربلاء فذلك غير مطمئن البتة.

اعرف أن الحوثيين بتمترسهم المسلح وبمظلمتهم التاريخية وبطموحات بعض العنصريين تشكل في المحصلة تهديداً، حتى ولو تكونت هذه القوة المهددة لنا كردة فعل ضد استهداف رموزها أو منطقتها بعمل مسلح أجبرها على التواجد هكذا.

كل الذي لدي هو أن تنجح النخبة اليمنية في إحراج هذه الحركة المنفعلة ومنحها طريقة آمنة لتفصح عن نفسها.

أما لماذا تشعب الأمر من حكاية الموقص إلى المعضلة الهاشمية المظلومة المسلحة وتحولها إلى تهديد، فذلك لأنني أود لو أصدق أن الأيام القادمة لن تكون من الفظاعة لدرجة ذبح اليمنيين على شفرة انحراف التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق